كان الكتاب دليلاً ومرشدا لجميع معماري وفناني عصر النهضة، وكان بالاديو أكثر الأشخاص الذين اعترفوا في تعلمهم العمارة والعمران ولطالما قارن كتاباته ومقاييسه ورسوماته بما لدى ليثبت براعته ودقته
يجب أن تكون الطرق قصيرة وعملية وآمنة وممتعة ومبهجة وســــوف تكون كذلك اذا كانت مستقيمة وإذا جعلت واسعة بما فيه الكفاية بحيث لا تعيق حركة العربات وقطعان الماشية . ولذلك سن القدماء قانونا ان الطرق لا ينبغي أن تكون أضيق من ثماني أقدام عندما تكون مستقيمة، ولا أقل من ستة عشرة عندما تكون منحنية
عند التخطيط للشوارع في المدن، يجب أن تأخذ في الاعتبار درجة حرارة الهواء [ الظروف الجوية أو الطقس] ومنطقة السماء التي تقع تحتها المدنية. في المناطق ذات المناخ البارد أو المعتدل، يجب أن تبنى الشوارع واسعة وكبيرة، لأنه عندما تكون واسعة، ستكون المدينة أكثر صحة وملاءمة وجمالا
يجب أن تكون الطرق خارج المدينة واسعة ومريحة، ولها أشجار على كلا الجانبين لحماية المسافرين من حرارة الشمس اللاذعة، و كي تتلقى أعينهم بعض الاستجمام من نضرتها الخضراء
لأن الكثير من الأنهار لا يمكن اجتيازها بسبب اتساعها وعمقها وسرعتها، فكان التفكير الأول هو الاستفادة من الجسور، فيمكن القول: إنها جزء رئيسي من الطرق و يجب أن يكون لها نفس الخصائص انها ضرورية لجميع المباني اي يجب ان تكون مريحة و جميلة وتدوم لوقت طويل وسوف تكون جميلة عندما لا ترتفع فوق بقية الطريق، وإذا ارتفعت عنه يكون من السهل الصعود اليه. و ينبغي أن يكون الموقع المختار لبنائها الأكثر ملاءمة للمقاطعة كلها أو للمدينة بأكملها
بدؤوا ببناء الجسور الحجرية التي هي أكثر ديمومة وتكاليف أكبر، وتحقق مزيدا من المجد لبنائها وفيها، يجب النظر في أربعة أشياء، وهي: النهايات التي توضع على الضفاف، والدعامات التي تغوص في النهر، والأقواس التي تدعمها تلك الدعامات والرصيف الذي يرصف فوق الأقواس
بنى القدماء الكثير من الجسور في أماكن مختلفة، وقاموا ببناء عدد كبير منها في إيطاليا وخاصة على انهار التبير، بعضها يمكن رؤيته سليما
من الضروري أن يكون في المدن ساحات أكثر أو أقل، وفقا لحجم المدينة إذ يمكن للناس أن يجتمعوا لتنفيذ الأعمال وعقد الصفقات التي هي ضرورية ومفيدة لاحتياجاتهم، و لأنها تستخدم لأغراض مختلفة، فيجب أن تعطى لكل منها موقع مناسب وملائم. توضع هذه الأماكن الفسيحة بالإضافة إلى مكانها المناسب بحيث تجمع الناس للمشي، والتحدث، والقيام بأعمالهم وتكون أيضا زخرفة عظيمة عندما تقع في نهاية الشارع، في مكان فسيح وجميل
و ضع الإغريق ساحتهم في مدنهم بشكل مربع، و بنوا حولها أروقة واسعة مزدوجة، تتكون من عدة أعمدة، بحيث البعد بين عمود وآخر قطر و نصف، أو على الأكثر، قطران. عرض هذه الأروقة نفس طول الأعمدة ومن ثمَّ و لأنها كانت مزدوجة، عرض المكان الذي يمكن المشي بينها هو بطول عمودين، مما جعلها مريحة
حاد الرومان والإيطاليون عن العرف الإغريقي، وجعلوا ساحاتهم أطول من العرض، بحيث قسم طولها إلى ثلاثة أجزاء خصص جزان للعرض، بسبب ما فيها من تكريم الذي يمنح للمصارعين، وكان هذا الشكل أكثر ملاءمة من أجل هذا الهدف من الشكل المربع، ولهذا السبب أيضا وضعوا صفوفا من الأعمدة للأروقة التي حول الساحة، بتباعد قطري عمود و ربع القطر، أو ثلاثة أقطار بحيث لا يعوق تقارب الأعمدة ما يشاهده الناس
فيما مضى، كانت الأماكن التي يجلس فيها القضاة تحت الغطاء لإقامة العدالة، حيث تناقش في بعض الأحيان شؤون كبيرة ومهمة جدا تسمى بازيليكا، و يجب أن تبنى البازيليكا بجوار الساحات
اما كما بنى القدماء البازيليكا الخاصة بهم حيث سيكون للرجال في فصل الشتاء والصيف مكان ليجتمعوا به، وللتحادث في المناسبات، ومعالجة شؤونهم، كذلك في أوقاتنا الحالية بنيت بعض القاعات العامة، في كل مدينة، سواء في إيطاليا أم خارجها، و يمكننا حقا ن ندعوها بازيليكا، لأنه بالقرب هو مقر القاضي الأعلى. وعليه هي تصبح جزءا من البازيليكا [كلمة بازيليكا تعني تماما البيت الملكي"]
صمموا ساحة مربعة و محيط دائرة بمقدار مئتين وخمسين خطوة و بنوا على ثلاثة جوانب منها أروقة بسيطة، وأسفلها قاعات فسيحة، وهي التي كان رجال الأدب، مثل الفلاسفة وما شابه ذلك، يتجادلون ويتناقشون فيها . على الجانب الرابع، الذي يواجه الجنوب، شيدوا أروقة مزدوجة، بحيث لا تدخلها الأمطار التي تذروها الرياح في فصل الشتاء، و تبعد الشمس قدر الإمكان في فصل الصيف. في منتصف هذا الرواق هناك قاعة كبيرة جدا، بطول مربع ونصف، حيث يعلم الشباب
يمكننا القول: ان أندريا بالاديو ليس المعماري الأكثر شهرة فحسب، بل الأكثر تاثيرا في كل العصور ؛ ومع ذلك، حين ننتقل إلى حياته وشخصيته، نجد القليل عنه.
academia.edu : هنا