افتتحت المرحلة الأولى من مترو الرياض ذاتي القيادة من تصميم المعمارية الراحلة زها حديد يوم الأربعاء 27/11/2024 حيث أصبحت ثلاثة من خطوطه الستة متاحة للركاب، ومن المتوقع بمجرد تشغيله ان يكون اكبر مترو في العالم!
تم تصميم محطة المترو على يد المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد وباتريك شوماخر، حيث كانت التصميم الفائز في مسابقة أقيمت في عام 2013، التي كانت تهدف لإنشاء محطة مترو تقلل الازدحام المروري لمدينة الرياض، وتطورها لتكون مدينة عالمية فريدة.
سيكون المشروع أحد أكبر خطوط السكك الحديدية، فهو يمتد على مسافة إجمالية تبلغ 176 كيلومتراً تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمرافق العامة والمؤسسات التعليمية والتجارية والطبية، كما سيرتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الرئيسية ويحوي 84 محطة، وسيكون نقطة وصل بين ستة خطوط رئيسية، تم افتتاح ثلاثة خطوط منها (شارع هاي ستريت / خط البطحاء وخط عبد الرحمن بن عوف / الشيخ حسن بن حسين)، وسيضم أيضًا 80 مسارًا للحافلات، ويمر عبر 2860 محطة بـ842 حافلة، من المفترض أن يعمل المشروع بكامل طاقته بحلول 2030، ليكون أكبر مترو في العالم، ويعمل حينها على نقل ما يقارب 3.6 مليون راكب يوميا، ما يقلل عدد رحلات السيارات في جميع أنحاء المدينة بما يقارب 2 مليون رحلة.
استوحت زها واجهة المبنى من رمال الصحراء والمشربيات العربية، حيث يشبه التكوين العام الأنماط التي تولدها رياح الصحراء في الكثبان الرملية فهي تولد ترددات متعددة وتكرار لتشكيلات طبيعية معقدة تعمل على دمج المحطة مع سياق بيئتها الثقافية، أما المشربيات استلهمت لتشكيل الشبكة المنحنية في الواجهة، التي تعمل على تقليل حمولة الطاقة الشمسية.
ويتألف المبنى الفولاذي من خمسة طوابق، تحوي ست مسارات مترو موزعة على أربعة طوابق، وطابقين من مواقف السيارات تحت الأرض، وتم تصميمه ليكون أكثر من محطة بسيط، وذلك للتأكيد على أهمية المبنى كمساحة عامة ديناميكية متعددة الوظائف ودرامية للمدينة.
ستقع المحطة وسط شبكة من الممرات والجسور المعلقة وخطوط المترو والتي تم رسمها وهيكلتها جميعها لتحديد مسارات المشاة داخل المبنى بوضوح، وتحسين الحركة الداخلية وتجنب الازدحام، والتكوين الناتج هو عبارة عن شبكة ثلاثية الأبعاد تحددها سلسلة من الموجات الجيبية المتعارضة (التي يتم إنشاؤها من تكرار وتباين تردد تدفقات المرور اليومية في المحطة) والتي تعمل كعمود فقري لعمل المبنى، وتمتد هذه الموجات الجيبية إلى غلاف المحطة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بتخطيطها الداخلي، مما يترجم المفهوم المعماري إلى الخارج.
وبفضل تكامل التصميم والتنفيذ من فريق زها حديد المعماري والشركاء المتعاونين، يمثل مشروع محطة مترو الملك عبدالله المالية قفزة نوعية في تحسين النقل العام وتطوير البنية التحتية في مدينة الرياض، حيث يمثل نموذجًا ملهمًا للدمج بين التراث والبيئة الطبيعية والحداثة في إنشاء منشآت حديثة مستدامة وجذابة.