2– عهد الطوائف:
قصر الجعفرية:
في شمال شرقي إسبانيا، في وسط مدينة سرقسطة، وفي منطقة بلغت الغاية في الجمال، يقف قصر الجعفرية شامخاً بمنظره البديع شاهداً على الإرث العربي الإسلامي العظيم في الأندلس. أفضل قصر محفوظ في فترة الطوائف. ويعرف قديماً بإسم قصر السرور أو دار السرور، شُيد القصر في (النصف الثاني من القرن الحادي عشر للميلاد، القرن الخامس الهجري) في عهد المقتدر بن هود أمير سرقسطة.
يحيط بالقصر سور مستطيل وأبراج إسطوانية، وأخرى مستقيمة، للدفاع عن القصر، كما توجد في داخله غرف موزعة حول صحن القصر والذي يفضي إلى مسجد صغير فيه محراب على شكل حدوة الفرس، وهو أول محراب يتخذ الشكل القرطبي آنذاك. أما المدخل فقوسه مرصع بنقوش قليلة البروزات، وتم فصل الأقواس، مما ميزه عن الهندسة المعمارية القرطبية حيث كانت الأقواس متشابكة كما في قصر الحاكم الثاني بقرطبة، كما جُعِلت للأقواس رؤوس مخروطية زادت في طولها وأعطتها دلالة خاصة، بالإضافة إلى ما تميزت به من تيجان بأشكال ورقية نباتية مزخرفة متشابكة ومتداخلة. وأيضاً تميزت الأقواس بعدة فصوص بها عارضة ونتوءات والتي تعتبر ميزة معمارية تجميلية.
حمام غرناطة أو حمام البانويلو:
هو حمام أثري أندلسي يقع بمنطقة كاريرا ديل دارُّو بغرناطة. بني الحمام في القرن الحادي عشر في عهد باديس بن حبوس المنتمي لعائلة بنو زيري الملكية حاكم طائفة غرناطة الإسلامية، سُمي هذا الحمام بحمام الجوزة أو حمام الجوز كما سمي في بعض الحقب بحمام القصور وأيضاً حمام باب وادي آش وهي بلدية تقع في غرناطة.يتم الولوج إلى الحمام عن طريق فناء تتوسطه بركة مياه. تحتوي قاعة الحمام الرئيسية على رواق معمد على هيئة ممرٌ مَسْقوف ذو وظيفة تجميلية ودفاعية. يمر الرواق بثلاث جهات للقاعة الرئيسية مصحوباً بأقواس على هيئة حدوة الحصان. تقف الأقواس على أعمدة ذات تيجان مأخوذة من مآثر عمرانية قديمة ليعيد استخدامها في بناء هذا الحمام. بالإضافة للقاعة الرئيسية، يحوي الحمام قاعتين إضافيتين. تقع الأولى مباشرة بعد اجتياز مكان حفظ الملابس. أما الثانية فبعد القاعة الرئيسية حيث تتبع النمط العام للحمامات (غرفة باردة ثم غرفة دافئة ثم غرفة ساخنة).تحتوي هذه الأخيرة على نظام حراري تحت أرضي لتسخين القاعة بشكل جيد، بالإضافة لخزانين لحفظ وتزويد المكان بالمياه. يحتوي الجزء الخلفي للمبنى على ملحق للقاعة الثالثة، وهو عبارة عن غرفة مكشوفة السقف، في ذلك الوقت تضمنت نظاماً للتسخين.تحتوي جميع القاعات على فتحات أو نوافذ صغيرة مثمنة الزوايا وأحياناً على شكل نجمة لتسهيل التهوية وتنظيم تكييف الهواء. كانت تُقفل بقطع زجاجية متعددة الألوان في السابق.تم تشييد الحيطان بإستعمال طبقات سميكة من بلاط الجير والرمل والماء لعزل الحمام بشكل جيد عن حرارة محيطه الخارجي.
3– عهد المرابطين والموحدين :
المنزل الريفي في كاستيليجو:
وهو من أفضل الأمثلة عن عمارة المرابطين في كاستيليجو، الواقعة عند سفح قلعة مونتيجودو في سهل المورسين. لقد نجا فقط المخطط والقليل من الزخرفة. المنزل الريفي كاستيليجو عبارة عن سكن مستطيل محاط بجدار تتخلله أبراج مربعة، محيطه محدد من خلال هذه الأبراج. يحتوي المخطط على ممرات تمتد على طول المنزل والتي تؤدي إلى الغرف. في كل طرف من المنزل نجد غرفة صغيرة مفتوحة على الفناء. يحتوي الفناء على حديقة ذات مسار متقاطع وبركتين صغيرة في نهايات الإمتدادات الطولية. الآثار الزخرفية التي بقيت هي مجموعات ذات لفائف هندسية حمراء مطلية على جص أبيض.
جامع إشبيلية:
تمّ تشييد الجامع إبان خلافة الموحدين في عهد الخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، الذي أمر ببدء أعمال البناء به، وأكمله ابنه أبو يوسف يعقوب. وقد حفر المهندسون أساسه حتى وصل الحفر إلى الماء، ثم وضع أساسه من الآجر والجير والجص والأحجار، وأسست دعائمه تحت مستوى سطح الأرض.
استمرت عملية البناء من غير توقف ولمدة أربعة أعوام، حتى وصل البناء إلى التسقيف، وشابه مسجد قرطبة الجامع من حيث الإتساع والفخامة، واهتم العرفاء ببناء قبة المحراب، وأودعوا فيها كل عبقرياتهم.
يتمثل المخطط الأصلي للجامع في شكل مستطيل ضخم تبلغ مساحته 100*150 متر. يتكون الجامع من قاعة صلاة تحتوي على سبعة عشر بلاطة تنفتح على الفناء من خلال ثلاثة عشر باباً. ثم شُيدت المئذنة بعد الإنتصار في موقعة الأرك، في العاشر من تموز 1195مـ، لتكون حسب طلب الخليفة أعلى من مئذنة جامع قرطبة. وارتفعت لتشرف على سهول إشبيلية، وكانت تزين كل جدار من جدران المئذنة شبكتان من المعينات البارزة، تختلف في كل وجه من وجوهها، وتحتل المنطقة الوسطى بين الشبكتين أقواساً في غاية الروعة والجمال. ثم أمر أبو يوسف بصنع أربع تفاحات مذهبة لتتوج المئذنة، تخليداً لإنتصار الموحدين على الإسبان في موقعة الأرك الشهيرة. ومن ساحة هذا المسجد الأخير كانت تتشعب كل طرق المدينة مؤدية إلى الأبواب المفتوحة بالأسوار.
بعد سقوط إشبيلية بيد ملك قشتالة فرناندو الثاني، تم تحويل الجامع إلى كنيسة ماريا، وظلَّ محافظاً على شكله القديم، وأقيمت به عدة مصليّات منها المصلى الملكي. بعد ذلك، ضربت عدة زلازل المنطقة، فإتخذ المجلس الكنيسي بإشبيلية قراراً بهدمه وبناء كاتدرائية قرطبة مكانه. وبالفعل تم هدم عدّة أجزاء منه، فيما بقي بهو الجامع المعروف ببهو البرتقال محافظاً على سلامته بشكل كبير، حتى تهدَّم معظمه عام 1618. أما المئذنة فقد تحولت عام 1246 إلى برج للنواقيس، ملحق بالكنيسة، وسقطت تفاحاتها الذهبية إثر زلزال ضربها في العام 1355، ثم أزالت صاعقة الجزء العلوي من المئذنة في العام 1494، كما سقط جزء آخر منها في زلزال عام 1504م.
يُعتقد أنها بنيت على ثلاث مراحل متتالية. المرحلتان الأوليتان تشملان دار الملك وهو جناح المباني لإقامة الخليفة، والمسجد الجامع، ودار البركة، والقاعتان الكبيرتان للمناسبات، وقد أطلق على الأولى دار الجند أو الوزراء والثانية مجلس الذهب أو المجلس الشرقي. وفي المرحلة الثالثة التي نسب بناؤها إلى خلافة الحاكم الثاني أضيف دار جعفر وباب السدة وهو من الأبواب الكبيرة المجددة في القصر. وخارج قصر الخلافة بقيت آثار لمسجدين صغيرين ومساكن المدينة ومصانعها بالإضافة إلى مساحات من الأرض المتروكة بدون بناء مخصصة للزرع تحسباً لنمو المدينة.
4– عهد النصريون:
قصر الحمراء:
قصر الحمراء واحدٌ من أروع القصور في تاريخ العمارة الإسلامية، ومن أهم الصروح المعمارية التي تبرز جمال الفن العربي الإسلامي وأناقة التزيينات فيه
يقع قصر الحمراء على بعد 267 ميلاً جنوب مدينة مدريد، شيده الملك الأندلسي أبو عبد الله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر بين 1238-1273 في مملكة غرناطة.فبعد أن استوطن بنو الأحمر بغرناطة أخذوا يبحثون عن مكان مناسب يوفر لهم القوة والمنعة، فإستقر بهم المطاف عند موقع الحمراء في الشمال الشرقي من غرناطة، فإتخذوا من حصنهم الجديد “قصبة الحمراء” مركزاً لملكهم، وأنشئوا فيه عدداً من الأبراج المنيعة، وأقاموا سوراً ضخماً يمتد حتى مستوى الهضبة.من سِمات العمارة المغربية الإسلامية الواضحة في أبنية القصر، استخدام العناصر الزُخرفية الرقيقة في تنظيماتٍ هندسيةٍ كزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية، بل حتى بعض المدائح والأوصاف من نظم الشعراء كإبن زمرك، وتحيط بها زخارف من الجص الملون الذي يكسو الجدران، وبلاطات القيشاني الملون ذات النقوش الهندسية، التي تغطي الأجزاء السفلى من الجدران.يقال إن سبب تسمية الحمراء هو لون حجارتها الضارب للحمرة. أما القصر فهو عبارة عن مجموعة من الأبنية المحاطة بأسوار تقع على ربوة عالية.مخطط القصر ما يزال واضحاً، حيث ينقسم إلى:– القسم العسكري: ويقع شمال شرقي القصر، وهو عبارة عن قلعة تحرس الحمراء ولها برجان عظيمان.– القسم المدني: يضم ثلاثة أقسام:– قسم المشور الذي يعقد فيه الملك مجلسه ويصرف أمور دولته.– قسم الإستقبالات الرسمية ويشمل الديوان وقاعة العرش.– قسم الحريم يضم المسكن الخاص بالملوك.التركيب المعماري للقصر:-فناء الريحان: تتوسطه بركة مياه وتظللها أشجار الريحان، نقشت في زوايا فناءه عبارة (النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين) والآية الكريمة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، وفي النهاية الجنوبية لهذا البهو باب عربي ضخم.. هُدمت المباني التي كانت وراءه، ولم يبق منها سوى أطلال. وتوجد في هذه الأطلال بعض النقوش مثل (لا غالب إلا الله). ويؤدي باب فناء الريحان الشمالي إلى بهو صغير اسمه (بهو البركة). ومن الجدير بالذكر بأن شعار بني نصر ملوك غرناطة حتى انتهاء دولتهم هو: (ولا غالب إلا الله).
– بهو السفراء: يؤدي البهو الذي يلي فناء الريحان من الجهة الشمالية إلى بهو السفراء (أو بهو قمارش) الذي يعد أضخم أبهاء الحمراء سعةً، ويبلغ ارتفاع قبته 23 م. ولهذا البهو شكل مستطيل أبعاده (18 × 11) م. وفيه كان يعقد (مجلس العرش)، ويعلوه (برج قمارش) المستطيل.
– فناء السرو: يؤدي بهو البركة من جهة اليمين إلى (باحة السرو). وإلى جانبها الحمامات الملكية. أول ما يلفت النظر اليها غرفة فسيحة، زخارفها متعددة الألوان، مع بروز اللون الذهبي ثم الأزرق والأخضر والأحمر، وفي وسطها نافورة ماء صغيرة، وتعرف بإسم غرفة الإنتظار. أما الحمامات فتغمرها الأنوار الداخلة عبر كوات بشكل ثريات. وأرضها مرصوفة بالرخام الأبيض، ومن الحمام يتم الدخول إلى غرفة الإمتشاط والإستراحة التي تكثر فيها الرسوم الغريبة عن الفن الإسلامي، ويتخلل الحمامات أبهاء صغيرة.
– قاعة الأختين: تقع إلى الشرق بهو البركة. عُرفت هذه القاعة بهذا الإسم لأن أرضها تحتوي على قطعتين من الرخام متساويتين وضخمتين
– بهو الأسود: تؤدي قاعة الأختين من بابها الجنوبي إلى بهو الأسود, أشهر أجنحة قصر الحمراء. قام بإنشاء هذا الجناح السلطان محمد الغني بالله (755هـ/1354م ـ 793هـ/1391م). وهو بهو مستطيل الشكل أبعاده (35 × 20) م, تحيط به من الجهات الأربع أروقة ذات عقود يحملها مئة وأربعٌ وعشرون عموداً من الرخام الأبيض صغيرة الحجم، وعليها أربع قباب مضلّعة. في وسط البهو (نافورة الأسود)، على حوضها المرمري المستدير اثنا عشر أسداً من الرخام، تخرج المياه من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل. وقد تعطلت مخارج المياه في هذه البركة حين حاول الإسبان التعرف على سر انتظام تدفق المياه بالشكل الزمني الذي كانت عليه..
– قاعة بني سراج: في منتصف الناحية الجنوبية من بهو الأسود مدخل قاعة بني سراج الغرناطيين. ولهذه القاعة شكل مستطيل أبعاده (12 × 8) م. فُرشت أرضها بالرخام. وتعلوها قبة عالية في جوانبها نوافذ يدخل منها النور. وفي وسط القاعة حوض نافورة مستديرة من الرخام.
– قاعة الملوك: في جهة شرق بهو الأسود مدخل قاعة الملوك. زين سقف الحنية الوسطى بصورِ عشرٍ من ملوك غرناطة.
– منظرة اللندراخا: شمال فناء الأسود وشمال قاعة الأختين يقع منظرة اللندراخا. يرى بعض المستشرقين الإسبان إنه لفظ محرّف لثلاث كلمات عربية (عين دار عائشة). وأن عائشة كانت إحدى ملكات غرناطة في القرن الرابع عشر الميلادي. وإن لفظ (عين) يعني (نافذة). هذه القاعة عبارة عن بهو صغير مضلع يفضي إليه رواق ذو نافذتين.
– متزين الملكة: جناح علوي صغير في نهاية الطرف الشمالي للحمراء. تحت برج المتزين الذي يعود إلى عهد السلطان يوسف أبي الحجاج
– الزاوية والروض: وهناك منطقة مهجورة من القصر في جهة الغرب كانت زاوية أو مصلّى فيها ميضأة وقاعدة مئذنة وكانت خرائب الروضة مدفناً لملوك بني نصر (ملوك غرناطة) حيث عُثر في الروضة على شواهد عدة لقبور تعود لملوك غرناطة
الحدائق:
تحظى الحدائق والطبيعة الخضراء بأهمية كبيرة في الإسلام، لإعتبارها صورة تعبر عن الشوق الإسلامي العميق للفردوس لذلك حاول المسلمين محاكات هذا التصوير في تصميم وتنسيق الحدائق.
لقد أولى عرب الأندلس اهتماماً خاصاً بالحدائق، حيث كانت تدمج العناصر الطبيعية (من الماء والنبات) في كل مبانيها، خاصة القصور، وتميزت الحدائق الأندلسية بإستخدام النباتات دائمة الخضرة، والنباتات والأشجار ذات الروائح الزكية، واستخدام الزهور الجميلة كالبنفسج والياسمين.
أول حديقة تم إنشاؤها في الأندلس كانت حديقة الرصافة التي أنشأها عبد الرحمن، والتي تعد من أكبر الحدائق في الإسلام. كان يرغب في أن يساويها بحدائق الرصافة التي أنشاها جده في الشام، وأتى لها بالنباتات العجيبة من كل بلاد العالم وما إن نجحت زراعتها حتى إنتشرت في كل بلاد الأندلس.
من خصائص الحدائق الأندلسية:
– اتباع مبدأ التناظر الهندسي.
– استعمال النباتات دائمة الخضرة والألوان الزاهية والرائحة العطرة.
– أنشاءها على شكل فناء يحيط بها القصر ولا يمكن الوصول إليها إلا من باب القصر.
– استعمال تماثيل لتزيين نافورات المياه.
– استعمال القيشاني الملون لتزيين المقاعد والأحواض والنافورات والأرضيات.
– استعمال أحواض المياه والسواقي في تنسيق الحدائق، والتي كانت ترتبط بشبكة الري خارج الحديقة، مع إمكانية الإستفادة منها.
– استعمال أواني صغيرة لزراعة أشجار الزينة والفاكهة في الأماكن المحدودة كالحدائق المنزلية.
– استعمال نظام المصاطب في المناطق الجبلية المستوحاة من حدائق بابل المعلقة.
الزخرفة:
من أهم الخصائص المميزة في العمارة الأندلسية الجمال والبساطة مع الإهتمام بالمنمنمات والتفاصيل الزخرفية التي تتميز بالدقة والجمال والدليل الأكبر على ذلك التميز قصر الحمراء.
اتسمت الزخارف في الواجهات بما يسمى (الترويق)، أي استخدام الزخارف المعمارية في الأسقف والجدران ذات الأشكال النباتية. كما استخدموا الزخرفة الكتابية فنقشوا الآيات القرآنية والأشعار على الجدران والأسقف بالخط الكوفي المميز الذي فتح مجال كبير إلى فنون الجداريات المعمارية
كما ظهر خلال هذه الفترة ظاهرة استخدام الفخار المكسو بالزخارف في الديكور والتزيين، حيث أطلق عليه اسم (الزليج) أو فن (الأرابيسك الإسلامي). وهو ما اختص به المسلمون في كل مكان لاحقاً، وهو فن خاص يعمد إلى استعمال الأشكال الهندسة والنجوم والتداخلات الهندسية في الزخرفة.
كما استعمل المزخرفون الحجر والرخام والفسيفساء والخزف والقيشاني والبلاط القرميدي والآجر المطلي بالميناء، واستخدم النوعان الأخيران في النواتئ التزينية في المآذن.
الأقواس:
لقد عرفت العمارة الأندلسية تنوع كبير في استخدام الأقواس، فإستخدموا القوس النصف دائرية، على شكل حذوة الحصان، والأقواس المدورة الفصوص في أكثر الأبنية، وخاصة في أجنحة جامع قرطبة، وقد طورت هذه الأقواس وتعددت أشكالها في عصر المرابطين والموحدين.
وأخيراً، لا تنسى الإطلاع على مقالة نبذة عن الفن الأندلسي
العمارة العسكرية:
1 – عهد الإمارة والخلافة:
قصبة مرية:
أمر ببناء القصبة خليفة قرطبة عبد الرحمن الثالث عام 995 م. شمل بناء القصبة بناء عدة مساكن وساحات ومسجد، ليطلق عليها لاحقاً لقب المدينة. كما كانت القصبة أيضاً مقر للحكومة المسؤولة عن مدينة المرية والبحر الذي تُشرف عليه. وتمت توسعة المجمع في عهد الخليفة المنصور محمد بن أبي عامر.
تنقسم القصبة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عبارة عن سياج عريض يتم استخدامه كملجأ في حالة الحصار، لذلك تم تزويده بخزانات كبيرة. يتم فصل السياج الأول عن السياج الثاني بجدار يُسمى (جدار الشراع) الذي أخذ تسميته من الجرس المُستخدم لتحذير السكان في حالة الخطر أو اندلاع الحرائق أو حتى وصول سفينة إلى الميناء. وتم بنائه في عهد كارلوس الثالث ملك إسبانيا.
القسم الثاني: يضم مسكن الحاكم والجنود والخدم، كما يضم أيضاً المسجد والحمامات والصهاريج والخيام وغيرها.
القسم الثالث: شيده الملوك الكاثوليك، يتكون من برجين دفاعيين، تم استخدامه كمقر إقامة لهم بعد سقوط المدينة. حيث أمر الملوك الكاثوليك ببناء قلعة داخل أسوار القصبة عام 1489،.
2 – عهد الطوائف:
قصبة ملقا:
بنيت قصبة ملقا على يد المسلمين في القرن الحادي عشر الميلادي، بناها بنو حمود، وقد اُعتبرت من أجمل الحصون في الأندلس في ذلك الوقت. تقع هذه القلعة على تلة في وسط مدينة مالقة وتطل على الميناء. وفي عام 1487 احتل الملكان الكاثوليكيان فريدناند وإيزابيلا المدينة ومعها القصبة بعد حصار دام أربعة أشهر، فرفعا راية الصليب فوق الحصن لأول مرة في تاريخه. وقد قال المؤرخ المعماري يوبلدو توريس بأن القلعة عبارة عن نموذج أولي لطريقة بناء القلاع في عصر ملوك الطوائف.
تقع القصبة أعلى التل في قلب المدينة المطلةً على الميناء، المخطط الأصلي للحصن يوضح أن القصبة تتكون من سورين، الأول مبني على الحدود الجغرافية للتل، أما الثاني فهو مشكل من أبراج دفاعية. يقع مدخل الحصن الخارجي أو السور الخارجي (ذو البوابة الكبيرة) عند منخفض، كذلك المدخل يتكون من بوابة تنكفئ على نفسها بشكل مضاعف، مما يجعل تقدم الغزاة من هذه المنطقة صعباً للغاية. أما الحصن الداخلي يقع خلف الحصن الخارجي، ولا يمكن دخوله إلا عن طريق بوابة واحدة تقع في الجهة الغربية، وفي داخل هذا الحصن يقع القصر الرئيسي, والذي تجاوره بعض المساكن. بني القصر على ثلاث فترات بدأت في القرن الحادي عشر مروراً بالثالث عشر حتى الرابع عشر.