عُرفت الصحة (حسب منظمة الصحة العالمية) على أنها حالة من إكتمال السلامة بدنياً، وعقلياً،وإجتماعياً لا مجرد إنعدام المرض أو العجز، كما أن المستشفى عُرِفت منذ القِدم على أنه مكان أساسي تتم فيه عملية مقاومة الأمراض بشتى أنواعها، ومجالاتها، حيث كان أول ظهور للمستشفيات في العالم الإسلامي، عُرفت بالبيمارستان Al – Bîmâristân – وهي كلمة فارسية مركبة من كلمتين هما "بيمار"ومعناها المريض، و "ستان" ومعناها دار، وبذلك يكون المعنى دار المريض، وأُختصِر هذا الإسم فيما بعد فصار مارستان- ، من الثابت تاريخياً في جند يسابور من بلاد فارس،ويعود تأسيسه إلى أوائل القرن الرابع للميلاد.
يقول تقي الدين المقريزي في خططه: إن أول بيمارستان قام في العالم الإسلامي كان في مدينة دمشق، بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، عام 88هـ/707م. وإن هذا الخليفة وظف فيه الأطباء وأجرى عليهم الأرزاق. كما أمر بحبس المجذومين فيه لئلا يخرجوا، وأجرى عليهم، وعلى العميان، والمقعدين الأرزاق. ويروي الطبري، في تاريخه أن الوليد أعطى لكل مقعد خادماً ولكل ضرير قائداً.1
أما التصميم المعماري بشكل عام، فهو عملية عقلية منظمة تستطيع من خلالها التعامل مع أنواع متعددة من المعلومات، ودمجها في مجموعة واحدة من الأفكار، ومن ثمة الإنتهاء برؤية واضحة لتلك الأفكار، وعادة تظهر في شكل رسومات أو جداول توضيحية تتضمن الطريقة والمنتج في آن واحد.
بدمج التعريفين نستطيع من خلالهم إستنتاج تعريف كامل عن التصميم المعماري للمستشفيات، والمرافق الصحية، وما مدي أهمية السلامة البدينة، والنفسية في التصميم لذلك هذا الأخير هو عبارة عن منتج مستخلص مندمج عديد من التخصصات، وأفكار سيتم طرحها فيما يلي، حيث يُعتبر المعماري هو المحرك الأساسي الذي يقوم بتنظيم المنتج المسمى بالتصميم المشترك.
فالمرفق الصحي بشكل عام، هو عبارة عن مبني عام أو خاص يقام فيه علاج المرضى أو إسعافهم في حالة الحوادث، والجروح، وغيرها من الأضرار البشرية.
أنواع المستشفيات
تنقسم المرافق الصحية إلى محورين أساسيين. محور عام، ومحور خاص، وترتب هذه الأخيرة حسب نوعيتها إلى:
1. المركز الإستشفائي الجامعي العام
وتحتوي على العناصر الضرورية للبحث العلمي، بالإضافة إلى العناصر الضرورية للمستشفى .
2. المبنى الإستشفائي المختص
3. مستشفى المصابين بالحوادث (الطوارئ)
تتواجد في المدن الكبيرة، ويكون فيها نخبة من جراحي حوادث الطرق.
المستويات المتعددة التي تكون خاصية التعقيد للمستشفى
كما ذكر سابقاَ، فالمستشفى تصنف حسب عدة معايير، وإنها تتميز بخاصية التعقيد، أي تطابق المستويات من حيث الأهمية، والأولوية كالمستوى الاقتصادي، والمالي، حيث أن الإستثمار في بناء مبنى صحي عالٍ جداً، مما يتطلب دراسة إقتصادية، وبرمجة، وظيفية خاصة، بحيث يتم تحديد المساحات الازمة وغيرها من الأولويات، لهذا يحتاج التصميم في بداياته إلى مختص إقتصادي، كالمختص في برمجة، وتخطيط البرنامج الوظيفي للمستشفى، والمؤكد أنه يكون على تواصل مباشر بصاحب المشروع، والمعماري، وكذلك الأطباء لتفادي أي قرار خاطئ.
من ناحية أخرى، تعتبر النظافة، ودرجةالتعقيم، وحسن تسيير الإدارة، والتدفق من الأولويات في تصميم المشافي، لهذا فقد يحتاج إلى مهندسين مختصين في تهيئة الشبكات الثانوية منها التهوية، والمياه، والنظافة، والتعقيم... إلخ
كما يُمكننا تحديد مستوى آخر فيما يخصت هيئة المعدات الطبية، والتي من الضروري توفرها حسب تطور التكنولوجي في المجال الطبي، وكذلك حسب الأسس، والمعايير المعروفة بــ "التقني-الطبي technico-médicale ".
علاقة معماري المستشفى مع جميع المستويات:
نظراً للخاصية المعقدة للمستشفيات على عدة مستويات، وبشكل بارز يؤكد لنا أن المعماري يقوم بدور المنسق، والمحرك لجميع الأيادي متدخلة في عملية تصميم، وبناء المستشفى نذكر منها:
المعماري/المجتمع :
المقصود به أن للمعماري علاقة مباشرة برأي المستخدمين (العاملين، والمرضى، والمرافقين -زوارمن جميع الفئات العمرية-) الذين بدورهم يشكلون مجتمع المستشفى، حيث أنه يقوم بترجمة إحتياجاتهم من متطلبات، وأفكار عامة إلى تصميم واضح.
المعماري/الثقافة العامة :
حتى يستطيع المعماري تحقيق العلاقة مذكورة أعلاه، يجب على هذا الأخير أن يتمتع بشغف التطلع، وإستمرارية البحث لإدراك التطورات التكنولوجية، والثقافية بشكل عام، وتطور الطب، والصحة بشكل خاص.
معماري/طبيب :
يمكننا إختصار العلاقة بِـــــــ -إتقان وإخلاص الأول في ترجمة، وتحقيق مطالب الأخير-
يميل الأطباء إلى الإعتقاد بأن المرء يمكن أن يشفى من خلال الهندسة المعمارية إذا ما كان المعماري ذو الخبرة المناسبة، حيث تدخل المهندس المعماري آنذاك، كخبير في متطلبات البرنامج، ومتطلبات البناء، وحقوق الإرتفاق في الموقع، وضروريات التكوين، وغالباً ما تكون مهمته إعطاء شكل مقبول يستجيب للعديد من البيانات المتناقضة عن طيب خاطر.
معماري/مهندس، في جميع المجالات المتعلقة بالمستشفى :
من أهم العوامل لنجاح عملية تصميم، وبناء المرفق الصحي هو ما يدعى بالعمل المشترك، تتطلب المستشفى العديد من الإلتزامات التقنية، والصحية (كما ذكرنا من النظافة، وإدارة التدفق، والصرف الصحي، وغيره)، وكذلك التطورات التكنولوجية السريعة في عالم الطب، مما يدعو تشكيل طاقم كامل من مهندسين ومختصين.
حسب جميع ما سبق، يتلخص دور التصميم المعماري المشترك -co-design- أنه يؤثر، ويتأثر بشكل مباشر في تحسين وظيفة، وشكل المبنى، عن طريق ترجمة المعلومات، والأفكار لتحقيق المبادئ، والأسس الصحيحة التي تؤدي بدورها إلى خلق بيئة مريحة متناسقة لجميع المستويات المكونة للمستشفى.
فما هي الأسس التي يقوم عليها المعماري في تصميم المستشفى، وكيف يحقق مبدأ الراحة، والتناسق في هذا الأخير؟
تابعوا السلسلة لتعرفوا..
أقسام المستشفيات:
يتطلب المستشفى توفر وحدة الطوارئ، والأشعة، والمختبرات، وقسم الجراحة، والتخدير، والعناية المركزة، في جميع مستوياتها، إضافة إلى قسم العلاج الطبيعي، ووحدات التمريض، وأقسام الكشف، والعلاج، والعيادة الخارجية، والإدارة، والسكن، وكذلك منشآت الدراسة، والبحث العلمي.
أما بالنسبة للمراكز الطبية، والعيادات الخاصة، فلا يشترط توفر جميع الأقسام التي ذكرت سابقاَ، ماعدا المتعلقة بتخصص هذه الأخيرة.
لا تقتصر خدمات المستشفى في الرعاية الصحية، والعلاج للمرضى فقط بل تمتد إلى التأهيل الدراسي، والبحث العلمي.