موقع المسجد:
يقع مسجد البصونة في قرية البصونة بمحافظة سوهاج المصرية، وهي منطقة قاسية حارة وجافة. أقيم المسجد الجديد على موقع وسط منطقة صاخبة ومغبرة مكتظة بالمباني السكنية المتلاصقة، وبها مقبرة قريبة بالإضافة إلى حركة مشاة وحيوانات مستمرة في الطريق المؤدي للمسجد، كما يقام سوق أسبوعي صغير أمام المدخل الرئيسي. شكلت هذه العوامل معًا تحديًا كبيرًا أمام تصميم مسجد يوفر الهدوء والسكينة للمصلين.
الحلول المعمارية:
• الجدار الخارجي: تم تصميم جدار خارجي تجويف لا يتضمن سوى نافذة واحدة تطل على هدوء المقبرة.
• السقف: يتكون السقف من نظام هجين يجمع بين عوارض خرسانية مسكوبة في الموقع على شكل شبكة مربعة مركزية (6.0 × 6.0 متر) مغطاة بقبة رئيسية، بالإضافة إلى 108 فتحة مربعة أصغر (0.82 × 0.82 متر) مغطاة جزئيًا بقباب "pendentive" صغيرة مستوية السطح.
• التنوير والتهوية: تسمح الألواح الزجاجية الثابتة الأفقية والعلوية المتحركة بتسلل نسيم الشمال العالي المنعش إلى داخل المسجد، وكذلك دخول ضوء الشمس غير المباشر الذي يضيء المكان بشكل طبيعي.
• جمع مياه الأمطار: يمكّن هذا التصميم من جمع مياه الأمطار لاستخدامها في تنظيف المسجد وسقي النباتات.
ميزات البناء:
• الكتل الخفيفة: بُنيت القبة الرئيسية باستخدام كتلة خفيفة مصرية الصنع مصنوعة من الرمل والجير والهواء، حيث يبلغ كثافتها 0.5 طن/متر مكعب. أدى خفة هذه الكتل إلى تقليل وزن المبنى الإجمالي، مما أدى بدوره إلى تقليل الأبعاد المطلوبة لجميع عناصر الخرسانة المسلحة.
• البوصلة الخاصة: تم ابتكار بوصلة خاصة مصنوعة من الفولاذ لضمان وضع كل كتلة بدقة بغض النظر عن مهارة وخبرة البناء.
• قباب "pendentive": أعيد تصور هذا العنصر كوحدة مستقلة ذات وظائف مبتكرة: فهي عنصر سقف من الناحية الإنشائية، ومصيدة للرياح وكوة للسماء من الناحية البيئية، وجسم هندسي مستقل من الناحية الجمالية، يُنظر إليه من الداخل والخارج.
• قبة المدخل: تستحضر قبة المدخل ذكرى القبة التاريخية للمسجد الكبير في قرطبة.
• المداخل: يوجد للمبنى أربعة مداخل، يمكن جعل اثنين منها مناسبين للمصلين ذوي الاحتياجات الخاصة.
• القاعة متعددة الاستخدامات: صُممَت القاعة متعددة الاستخدامات لاستيعاب الزيادة الموسمية في أعداد المصلين من الجنسين، خاصة في أيام الجمعة وفي شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى خدمة مجموعة متنوعة من الأغراض على مدار السنة، مثل العيادات الطبية المؤقتة وفصول تقوية بعد الدوام الدراسي ومحو الأمية
الوظيفة الاجتماعية للمسجد:
يعيد هذا التصميم إلى الأذهان الوظيفة الشاملة الأصلية للمسجد، ليس فقط كمكان للعبادة الشعائرية ولكن أيضًا كمركز خدمة للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء.