جسر "غوردي هيو" الدولي، الذي صممته شركة AECOM الرائدة في مجال البنية التحتية، والذي يربط بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا عبر نهر ديترويت، من المقرر اكتماله في وقت لاحق من هذا الشهر.
سيشكّل الجسر الجديد، الذي يربط مدينة وندسور الكندية بمدينة ديترويت الأمريكية، صلة وصل حيوية بين البلدين، وسيصبح عند اكتماله أطول جسر معلق في أمريكا الشمالية، وذلك بعد أن بدأ العمل على بنائه في عام 2018.
تقترب أعمال بناء الجسر من الاكتمال، حيث لم يتبقَ سوى حوالي 11 مترًا غير مكتملة من جسم الجسر بين الجانبين الأمريكي والكندي، وذلك بعد أن تم الانتهاء من امتداد كل جانب فوق نهر ديترويت. سيقوم العمال الآن باستكمال قطعة إضافية بطول 15 مترًا على الجانب الأمريكي قبل العمل على القسم الأخير، والذي يُعرف باسم إغلاق منتصف الامتداد.
يمثل الجسر الجديد، الذي يبلغ طوله حوالي 2.5 كيلومتر بستة مسارات، شريان حيوي للتجارة بين البلدين، خاصة وأنه سيوفر بديلاً مهمًا للمعبر الحدودي التجاري الأكثر ازدحامًا بين كندا والولايات المتحدة. يتميز الجسر بعدة خصائص هندسية مميزة، فهو أطول جسر ذو دعائم معلقة في كل من أمريكا الشمالية والعالم من حيث مساحة السطح المصنوع من مزيج الصلب والخرسانة المركبة. كما يتيح التصميم الحالي توسعة الجسر في المستقبل لثمانية مسارات مع الحفاظ على ممر للمشاة. بلا شك، سيساهم جسر جوردي هيو الدولي في تعزيز حركة التجارة وتسهيل تنقل الأفراد بين البلدين الصديقين.
يعتبر جسر غوردي هيو الدولي أكثر من مجرد جسر فهو مشروع عملاق يجمع أربعة مشاريع رئيسية تحت مظلة واحدة. بالإضافة إلى الجسر نفسه، يشمل المشروع إعادة تنظيم تقاطع ميشيغان وإنشاء منفذي دخول لكل من كندا والولايات المتحدة.
عند اكتماله، سيصبح منفذ الدخول الكندي أكبر منفذ على طول الحدود الكندية الأمريكية، بينما سيُصنف منفذ الدخول الأمريكي كواحد من أكبر المنافذ في أمريكا الشمالية. سيتضمن المشروع أيضًا مرافق تفتيش حدودي ذكية للقادمين والمغادرين، ومرافق تشغيل وصيانة نظام الرسوم على الجسر.
ولم يقتصر نطاق عمل AECOM على تصميم الجسر فقط، بل شمل أيضًا إنشاء تقاطع مروري جديد، وتحسينات على الطرق المحلية، وبناء جسور للسيارات والمشاة، بما في ذلك خمسة جسور مخصصة للمشاة لضمان وصول آمن إلى الخدمات المختلفة داخل المجتمع.
تم تنفيذ المشروع من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، وبفضل تعاون شبكة عالمية واسعة من خبراء AECOM، تم تحقيق تصميم وظيفي وجمالي يليق بكونه بوابة جديدة لكلاً من كندا والولايات المتحدة.
توج جسر جوردي هيو الدولي بجوائز عديدة للتميز في التصميم والاستدامة، بما في ذلك جائزة المعهد الكندي لمهندسي الاستشارات (Excellence Award) وجائزة سفير (Ambassador Award) لإدارة النظام البيئي للمشروع، بالإضافة إلى جائزة الاستحقاق (Award of Merit) من مجلة الأعمال البيئية (Environmental Business Journal)، وجائزة Envision Platinum من معهد البنية التحتية المستدامة (ISI). كما حصل المشروع على جوائز أخرى من الجمعية الوطنية للمهنئين البيئيين (NAEP) وجوائز Building Transformations للإبتكار في عدة فئات.