الإستدامة في المسكن الاسلامي

أميرة عبد السلام الآثرم
أميرة عبد السلام الآثرم
14.11.2023
الإستدامة في المسكن الاسلامي

يمكنك الاستماع للمقالة أيضاً:

يُعدُّ المسكنُ من المباني التي ساهمت في تميُّزِ العمارةِ الإسلاميّةِ عن غيرها، إذ ينبُع الفكرُ التصميمي للمسكنِ الإسلاميّ من الأُسسِ و المبادئِ الإسلاميّة، إذ نجدُ أنَّ المعماريّ المسلم لكي يُحققَ مثلاً الخصوصية لأهلِ المسكنِ جعل من المدخلِ منكسر، إضافةً للمشربية والفناء، فجميعُ ذلكَ من شأنهِ الحفاظ على خصوصيةِ مَن هُم داخلَ المسكنِ، كذلك نجدُ أنَّ الواجهاتِ البسيطةِ للمساكنِ الإسلاميّةِ جاءت لتعبّرَ عن تواضعِ المسلمِ، وعدم تكلّفِهِ في بناء واجهاتٍ ضخمةٍ مليئةٍ بالتفاصيل.

ولعلَّ الجديرِ بالذكرِ هو أنَّ المسكنَ في العمارةِ الإسلاميّةِ قد حَظِيَ بالاهتمام من قبلِ المعماريّين كغيرهِ من المباني الدينية على حدٍ سواء، إذ أنّ المعماريّ المسلم قد اهتمَّ به واختار له من المعالجاتِ المناخيّةِ ما تساعدهُ في التغلُبِ على البيئةِ الحارّة التي قد تواجد فيها، و بذلكَ خلقَ لهُ عناصرَ تميّزهُ عن غيرهِ من البيوتِ، وتُحققَ فيه ما يُعرَفُ اليومَ بمبادئِ الاستدامة.

و هذه المعالجات المناخية التي تم استعمالها هي:

مواد البناء المستخدمة:  

يُعتبرُ اختياُر موادِّ البناءِ و تحديدِ مدى سُمكِها أمرٌ في غايةِ الأهميّةِ لما لهُ من تأثيرٍعلى المبنى، خصوصاً في الحوائط الخارجيّةِ، لاسيما أنَّ هذه الحوائط تعدُّ بمثابةِ غلافٍ خارجيٍّ للمبنى، يحميه من ناحيةٍ و ينقل الحرارةَ منهُ و إليهِ من ناحيةٍ أخرى، لذلك نجدُ المعماريّ المسلمَ قدِ اختارَ موادَّ البناءِ بدقةٍ، وبما يتناسبُ مع بيئتهِ، ليستفيد من خواصّها الفيزيائية ومدى قدرتِها على العزلِ الحراريّ بقدرالإمكان، بحيث تحفظُ الحرارةَ نهاراً وتفقدها ليلاً، كلُ هذا لتوفيرِالراحةِ الحراريّةِ لقاطنّي هذا المسكن. ولعلَّ أبرزِ هذه المواد هي:

الطين ( الطوبُ اللَبِن ) :

هوأحدُ الطرقِ المختلفةِ المعروفةِ في مجالِ البناءِ بالطينِ، يتمُ تشكيلُ هذا الطوبِ الطينيّ في قوالبٍ ثمَّ تتركُ لتَجُفَّ في الشمسِ. يتميزُ هذا الطوبِ بتوفيرهِ العزلِ الحراريِّ للمبنى، كما أنَّهُ يُعدُّ من الموادِّ الطبيعيةِ الأفضلِ في البناء.

الآجُرّ:

تستخدمُ مادّةُ البناءِ هذهِ حينَ يكونُ وجودُ الخشبِ والحجرِ نادراً، وتستعملُ في بناءِ الأقبيةِ والقبابِ، أو في الأكتافِ أو كحوائطٍ حاملةٍ. يساعدُ الآجُرّ في توفيرِ عزلٍ حراريٍّ جيدٍ للفراغاتِ الداخليّةِ للمبنى، عند استعمالهِ في البناءِ بسمٍك كبيرٍ.

الحَجَر:

يُعدُّ من موادِّ البناءِ المهمةِ التي تمّ استعمالها على مرِّ العصورِ، كالآجُرّ يُستعملُ بسُمكِ بناءٍ كبيرٍ ليوفِرَ العزلَ الحراريّ الجيدِ للفراغاتِ الداخليةِ للمبنى.

الخشب:

يتميزُ الخشبُ بعزلهِ الجيدِ للحرارةِ، خاصّةً عندَ استعمالهِ في الأسقفِ في المناطقِ الحارّةِ، إلّا أنَّهُ مادّةُ بناءٍ نادرةٍ في أراضي العالمِ الإسلاميّ، لذا فقد تمَّ الحرص على الاستفادةِ منهُ بأقصى درجةٍ ممكنةٍ. تمّ استعمالهُ في القبابِ والأسقفِ المستويةِ.

الجِبسُ و الجِيرُ:

يُعدُّ استخدامُ الجبسِ مهمٌ في مناطق العالم الإسلاميّ التي تتميزُ بالرطوبةِ العاليةِ في مناخها، حيثُ يكونُ الجِبسُ مُعالجٌ مناخيٌّ مهمٌ، إذ يقومُ بامتصاصِ رطوبةِ الهواءِ، لكونهِ مادةٌ رخوةٌ هشةٌ.

الفناء الداخليّ:

هوعبارة عن مساحةٍ مكشوفةٍ تُحاطُ بالأسوارِ والحوائطِ، ويعملُ كمخزنٍ للهواءِ الباردِ ليلاً، إذ تقومُ أرضيّاتِ وحوائطِ الفناءِ بفقدِ الطاقةِ الشمسيةِ التي اكتسبتها في النهارِ، أمّا أثناء النهارِ فهو يُستخدمُ للإضاءةِ الطبيعيةِ والتهويةِ، كما ينقلُ الهواءَ الساخنَ لأعلى بسببِ خفةِ وزنه، ليحِّلَ محلّهُ الهواء البارد من نوافذِ الغرفِ المحيطةِ بالفناءِ. لذا يعدُّ الفناءُ أحدُ أهمِّ الحلولِ المناخيّةِ التي استخدمها المعماريّ المسلمِ. إضافةً لذلكَ فالفناءُ إلى جانبِ ما يُوفرهُ من معالجاتٍ مناخيةٍ للمسكنِ فهو أيضاً يوفرُ الخصوصيةَ لقاطنيّ هذا المسكن، كما يوفرُ لهمُ الهدوءَ نتيجةً لبعدهِ عن ضوضاءِ الشارعِ، لهذا نجدُ أنَّ الفناءَ بشكلٍ عامٍّ هوعنصرٌ ثابتٌ قد تَواجَدَ في غالبيّةِ العمائرِ الإسلاميّةِ، سواءً المدنيةِ منها أو الدينيةِ. وبوصفٍ دقيقٍ أكثر فإنَّ الفناءَ الداخليّ يُعدُّ هو القلبُ النابضُ للمسكنِ الإسلاميّ.

العناصر الطبيعيةِ: 

ليزيدَ المعماريُّ المسلمُ من تلطيفِ الجو وتقليلِ درجاتِ الحرارةِ، استخدمَ إحدى المعالجاتِ الأساسيةِ، وهي الماء و النباتات الخضراء لكونهما معالجاتٍ مناخيّةٍ طبيعيةٍ ،إضافةً للمستِهِما الجماليّة في المسكنِ.  ولعلَّ أهمِّ العناصرِ التي اُستخدمَ من خلالها الماء، هي النافورة والفسقية والسلسبيل. إذ اثبتت الدراساتُ العلميةُ والعمليةُ أنَّ استخدام النوافيرِ له آثارٌ قويةٌ في تحسينِ البيئةِ المناخيّة. أمّا النباتات الخضراء فقد اُستخدمت وفقَ أسلوبينِ؛ في الحدائقِ الداخليةِ في الفناء،   وفي  حدائقِ السطحِ أعلى البيوتِ، أمّا عن استعمالها في الفناءِ فهي تعملُ على تقليلِ درجاتِ الحرارةِ فيه، والتظليلِ        وتلطيفِ الجو، كما  تُستعملُ النباتاتُ في السطحِ  كمكانٍ للجلوسِ صيفاً إلى جانبِ عملها كعازلٍ حراريٍّ للأسطحِ، حيثُ أثبتتِ الدراساتُ أنّها من أفضلِ وأنجحِ طرقِ العزلِ الحراريّ للأسطحِ.

الملقفُ الهوائيّ:

هو أحدُث المعالجاتِ المناخيّةِ كما أنّهُ من أهمّ العناصرِ التي تُميزُ العمارة الإسلاميّة. هو بُرجٌ يعلو المبنى ليقومَ بتبريدِ الفراغاتِ الداخليّةِ للمسكنِ، حيثُ يعملُ مع الفناءِ الداخليّ والشخشيخةِ جنباً إلى جنبٍ، يقوم بتبريدِ الهواءِ الساخنِ الذي يمرُّ من خلالهِ، إذ يُعدُّ الملقفُ أشبهَ بالممرِّ المظللِ، فحالما مرَّ الهواءُ الساخنُ خلالهُ قامَ بتلطيفهِ وتبريدهِ. يُستعملُ الملقفُ الهوائيّ في كلِّ مباني العمارةِ الإسلاميّةِ عامةً، وفي المناطقِ الحارّةِ خصوصاً، ولهُ أنواعٌ عِدةٌ منها: 

ملقفُ السطحِ (وهو عبارةٌ عن فتحةٍ متجهةٍ نحو التيارِ السائدِ بالمنطقةِ ومغلقةٍ من كلِّ اتجاهٍ عداها، وهو أبسطُ أنواعِ الملاقفِ الهوائيّةِ)، ملقف ذو البئر ( يشبهُ في طريقةِ عملهِ ملقفُ السطحِ غيرَ أنَّهُ يكونُ ذُو حوائطٍ سميكةٍ أكثرَ، وبالتالي  لهُ دورٌ أكبر في عمليّةِ تعديلِ درجاتِ الحرارةِ ليلاً ونهاراً)، ملاقفٌ هوائيّةٌ مفردة ( تُبنى عادةً في سُمكِ الحائطِ ذاتهِ، وتكونُ مواجهةٌ للرياحِ السائدةِ)، ملاقفٌ هوائيّةٌ حائطية ( فكرتُها الأساسية تعتمدُ على تأثيرِ ضغطِ الرّياحِ الواقعِ على الأسطحِ الكبيرةِ لحوائطِ الغرفِ)، وغيرها من الأنواعِ الأخرى.

الشخشيخةُ: 

هي قبةٌ تُستخدمُ في تغطيةِ القاعاتِ الرئيسيةِ أو بيوتِ السِلَّمِ، لتوفرَ الإضاءة الطبيعية وتساعدَ في التهويةِ، كما أنّها تُساهمُ في تلطيفِ الجو بمساندتها للملقفِ الهوائيّ، إذ أنّها تعملُ على سحبِ الهواءِ الساخنِ الموجودِ في الغرفةِ إلى الأعلى، ومن ثمّ لخارجِ المسكنِ. وللشخشيخةِ أشكالاً عدة منها: القبةِ الدائريّةِ أوالخشبيةِ أوالمضلّعةِ أوالثمانيّةِ أوالسداسيّةِ.

التختبوش: 

هو عنصرٌ فراغيٌّ معماريٌّ يُستعملُ لإستقبالِ الضيوفِ صيفاً، إذ أنَهُ يقعُ بين الفناءِ والحديقةِ الخارجيّةِ ويعلو الفناءَ بمقدارِ درجةٍ واحدةٍ، كما أنَهُ مسقوفٌ ومفتوحٌ بالكاملِ، أي أنَّهُ أشبهُ بالإيوانِ ولكنَّهُ مفتوحٌ من جهاتهِ الأربعِ. يقومُ التختبوش على مبدأ الحملِ الحراريِّ، إذ أنّهُ ينقلُ الهواءَ الباردَ خلالهُ من الفناءِ إلى الحديقةِ التي تكونُ أكبرَ حجماً من الفناءِ وتتعرضُ لأشعةِ الشمسِ أكثر.

المقعد: 

يتواجدُ هذا العنصرُ المعماريّ أعلى التختبوش،وتُطلُ واجهتهُ التي تحملُها الأعمدة على الفناءِ أوالحديقةِ الداخليّةِ، كما تكونُ موّجهةٌ نحو الشمالِ. في الغالبِ يتمُّ الوصولَ إليهِ عبر سلّمٍ داخليٍّ، ويكونُ المقعدُ مخصصٌ في استعمالهِ لجلوسِ الرجالِ. وبما أنَّ المقعد يرتبطُ بالتختبوشِ، وكونهما مفتوحانِ مباشرةً على الفناءِ فهذا يجعلُهُما يتعرضانِ لعددِ ساعاتٍ أقل من الشمسِ، وبالتالي كميّةٍ أقل من الطاقةِ الشمسيةِ .

المشربيّات: 

تُعتبرُ المشربيّة عنصرٌ معماريّ مميزٌ في العمارةِ الإسلاميّةِ، لما تحققهُ من توفيرِ خصوصيةٍ لأهلِ البيتِ، إضافة لعملها كمعالجٍ مناخيّ، حيثُ تسمحُ بدخولِ الهواءِ اللطيفِ إلى الداخلِ ولا تسمحُ بدخولِ أشعةِ الشمسِ الحارّة، التي تزيدُ من حرارةِ الفراغِ، بل تسمحُ  فقط بدخولِ ما يكفي لإضاءةِ المكانِ. عادةً ما تُستخدمُ المشربيّة في تغطيةِ الأسطحِ الخارجيّةِ للبلكونات والشبابيك، وتمنحُ الخصوصيّةَ لمن يتواجدُ بداخلِ المسكنِ، من خلالِ كونها تتكونُ من قطعٍ خشبيةٍ متداخلةٍ ومخروطةٍ ومجمعةٍ مع بعضها البعض في إطارٍ واحدٍ لتشكلَ ما يشبهُ الغرفةِ المستطيلةِ الصغيرةِ .

معالجةُ الضوضاءِ:  

عندما استعملَ المعماريّ المسلمِ كلّ ما سبقَ ذكرهُ من عناصرٍ معماريّةٍ تعملُ كمعالجاتٍ مناخيّةٍ، من موادِّ بناءٍ محليةٍ وحوائطٍ سميكةٍ وأفنيةٍ داخليةٍ وحدائقٍ للسطحِ .....الخ، استطاعَ أن يحققَ عزلاً جيداً عنِ الضوضاءِ الخارجيّةِ الحادثة في الشوارع، وجعلها بعيدةٍ عن المساكنِ الإسلاميّة. حيثُ حرصَ المعماريّ المسلمِ على أن يوفرَ الهدوءَ والراحةَ والسكينةَ داخلِ البيتِ، معَ المحافظةِ على خصوصيةِ أهلِ هذا البيتِ بمنعِ انتقالِ أحاديثهمُ الخاصةَ وأصواتهم إلى خارجِ مسكنهم.

يتضحُ مما سبقَ ذكرهُ مِن عناصرِ معالجةٍ مناخيةٍ أنَّ المعماريَّ المسلمَ قد طبَّقَ مفاهيمٍ ومبادئٍ تُحققُ بالفعلِ ما يُعرفُ اليومَ بالاستدامةِ.

والتي معَ بعضِ التطويرِ والتعديلِ ستؤدي لتصميمِ مسكنٍ إسلاميٍّ معاصرٍ مستدامٍ.

ولكن يبقى السؤالُ هنا هو:  كيفَ استطاعَ المعماريّ المسلم تطبيقَ هذهِ العناصرَ في مختلفِ البلدانِ العربيّةِ التي 

اختلفت في رقعتها الجغرافيّة ؟

الإيوانُ: 

يعدُّ الإيوانُ عنصرٌ معماريٌّ متواجدٌ في العمارةِ الإسلاميّةِ الدينيةِ والمدنيةِ. هو عبارةٌ عن مجلسٍ يكونُ محاطٌ بالبناءِ من ثلاثِ جهاتٍ، ومفتوحٌ من الجهةِ الرّابعةِ التي تكونُ موجهةٌ نحو الشمالِ ومطلةٌ على الفناءِ الداخليّةِ. وفي بعضِ المساكنِ الإسلاميّةِ استعمل إثنان منه، أحدهمُ للصيفِ موجّهٌ نحو الشمالِ لتوفيرِ الهواءِ الباردِ، والأخرُ موجّهٌ نحو الجنوبِ لتوفيرِ التدفئةِ خلالَ فصلِ الشتاءِ. إضافةً لكونهِ يَعزِلُ الفراغاتِ المعماريّةِ الواقعةِ على جانبيهِ عن عواملِ الجو الخارجيّةِ.     وفي العادةِ يرتفعُ منسوبُ الإيوانِ عن الفناءِ بمقدارِ درجةٍ واحدةٍ .

المعرض:

تاريخ النشر:

21.11.2023

شارك المقال :
المساهمون :

الإشراف العلمي:

التدقيق اللغوي:

التنسيق:

التحرير:

القراءة الصوتية:

المصادر :
  • العمارة الإسلامية في مصر ، علياء عكاشة ، الجيزة -بردي للنشر 2008.
  • العمارة الإسلامية و البيئة ,د.م.يحيى وزيري ،الكويت1978 ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب . الصفحات من 104 الى 134.
  • د. مها صباح سلمان الزبيدي د . بهجت رشاد شاهين ، مبادئ الاستدامة في العمارة التقليدية وفق المنظور الإسلامي، قسم الهندسة المعمارية-كلية الهندسة- جامعة بغداد ، الصفحات من 11الى 15.
  • علا محمد سمير اسماعيل ،دراسة تحليلية لتصميم المسكن في العمارة الاسلامية في ظل مفاهيم التصاميم الحديثة ، كلية الفنون التطبيقية -جامعة حلوان، صفحة رقم 2.
  • مجلة العمارة والفنون، العدد السادس، الصفحات من 6 الى 9.
  • م.د /شرین عبد القادر محمد الفیومي، توظیف مبادئ الاستدامة في العمارة الإسلامیة لمواجھة التحدیات المعماریة رؤیة خزفیة The use of sustainability principles of Islamic architecture to cope with architectural challenges, a ceramist point of view، كلیة الفنون التطبیقیة، جامعة حلوان،01/07/2015، الصفحات من 4 الى 6.
  • مبادئ الاستدامة في العمارة الإسلامية التقليدية،شهد ابوسرية ،ايكومينا،26اكتوبر2021 : هنا
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..