يعدُّ الاتصالُ مع الطبيعةِ داعمٌ كبيرٌ لصحةِ ورفاهيّةِ الإنسانِ في مختلفِ الحضارات، لكنَّ التطورَ التكنولوجيّ ابعدنا عن الطبيعةِ، وأصبحت بيوتنا مبانٍ وظيفيةٍ بحتةٍ جعلت الفراغَ مُرهقٌ للمستخدمين. لذا تعدُّ الحدائقُ والامتزاجُ بالطبيعةِ ضرورةً من الضرورياتِ الوظيفيةِ عند تصميمِ المباني، لما توفرهُ من راحةٍ نفسيةٍ وحرارية .
لم تكنِ الحدائقُ قديماً مثلَ وضعها الحاليّ الآن، فهي لم تأتي هكذا دُفعةً واحدةً، بل تطورت عدةَ مراتٍ مُنذُ أن عرفها المصريونَ القدامى في عصرِ تحتمس الثالث وحتشبسوت كوحدةٍ هندسيةٍ منظمةٍ. ثمَّ انتقلت فكرةُ إنشاءِ الحدائقِ من قدماءِ المصريين إلى الأشوريين والبابليين، ثمَّ إلى الفرسِ فالرومانِ والإغريقِ. وأنشؤوا حدائقَ في روما وأثينا .
ثمَّ ظهرتِ الحدائقُ الصينيةُ واليابانيةُ، فالأندلسيةُ بالبرازيلِ الإسلاميّ المبدعِ، ثمَّ الحدائقُ الفرنسيةُ والإنجليزيةُ والإيطاليةُ ... وهكذا أخذتِ الحدائقُ تتطورُ بشكلٍ سريعٍ ومتلاحقٍ ومعها فنُ التصميمِ والتنسيقِ، إلى أن اوجدنا الاتجاهَ الحديثَ الذي جمعَ بين التنسيقِ الطبيعيّ والتنسيقِ الهندسيِ في تصميمٍ بسيطٍ .
وتميزتِ الحدائقُ في عهدِ الفراعنةِ بما يلي :
(1) كانت ذاتَ أشكالٍ هندسيةٍ الخطوطُ المستقيمةُ فيها متناظرة.
(2) الحديقةُ مكشوفةٌ ووسطها حوضُ ماءٍ مستطيلٍ فيه نباتاتُ اللوتس وبعضُ الأسماكِ .
(3) يُحاطُ بالفسقيةِ النباتاتُ العشبيةُ والشجيراتُ المزهرةُ، مُوزعةٌ بشكلٍ منتظمٍ ويحيطُ بها من الخارجِ صفوفٌ من أشجارِ الجوزِ والتينِ، تليها الأشجارُ العالية من نخيلِ البلحِ والدوم .
(4) وُضعت تماثيلُ الآلهةِ بانتظامٍ في الحديقةِ، والحديقةُ بها أسوارٌ مرتفعةٌ.
(5) تمَّ النقشُ على جدرانِ المعابدِ، وكانت تُقلَّمُ الأشجارُ في شكلٍ هندسيّ .
(6) استخدامُ التزيينِ الداخليّ بالزهور، حيثُ زيّنوا أعمدةَ المعابدِ بأشكالِ الزهورِ وذلكَ بحفرها على الأعمدة. كما رسموا مناظرَ حدائقهم على جدرانِ معابدهم وبيوتهم. ونَقَلَ عنهمُ الرومانُ هذا الفن فيما بعد .
مثالٌ على الحدائقِ الفرعونيةِ في مصر - حديقةُ مور وحديقةُ النهرِ بأرضِ الجزيرةِ.
ظهرت في منطقةِ مابينَ النهرينِ ( دجلة والفرات ) . وأخذوا عن الفراعنةِ الطرازَ الهندسيّ المتناظرِ بعدَ غزوِ مصر، فأقاموا حدائقهم في مستوياتٍ منتظمةٍ ( على هيئة مصاطبٍ ) متدرجةٍ.
قُسّمت سُفوحُ الجبالِ إلى مصاطبٍ مستويةٍ متدرجةٍ كدرجاتِ السلّم، لتسهيلِ ريّها لأنَّ الأمطارَ كانت قليلة. وأقيمت الأعمدةُ على حوافها الخارجيّة، حتى لا تنهارَ المصاطبُ على بعضها، وأسفلَ هذهِ المصاطبُ توجدُ فسقيةٌ أو بركةٌ يتدفقُ إليها الماءُ في صورةِ شلّال .
ومن أشهرِ حدائقِ ذلكَ العصر، حدائقُ بابلَ المعلقة التي بناها الملك ( نبوخذ نصر ) تكريماً لزوجته والتي تُعتبرُ الأن أحدَ عجائبِ الدنيا السبع.
بعدَ غزو الفرسِ للأشوريين، أخذوا عنهم حدائقهم الهندسية المتناظرة وطوّروها كالآتي:
(1) كان شكلُ الحديقةِ مربع بها محورينِ متعامدينِ يَقسماها إلى أربعةِ اجزاءٍ متماثلةٍ، وفي تقاطعِهما بئرٌ أو برجولةٌ وأضافوا التماثيلَ كعنصرِ تجميل.
(2) قاموا بتمييزِ حديقةِ الزينةِ عن حدائقِ البساتين ( الخضرِ والفاكهةِ ) .
(3) يُعتبرُ الفرسُ أوَّلَ من ابتكر ما يُعرفُ الآن بالحدائقِ المائيّةِ، وحدائقِ الجدرانِ، والحدائقِ الغاطسة .
(4) اهتموا بالزخرفةِ والنقشِ، لدرجةِ أن رسموا حدائقهم على سجاجيدهم وهي في أفضلِ صُورِها لتكونَ داخلَ قصورهم في الشتاءِ ( وهو الوقت الذي تغطي فيه الثلوج الحدائق ) .
اهتمّت تصميماتُها بالرّوحانياتِ ( خاصّةً تعاليمَ بوذا ) . وكانتِ الحديقةُ خليطٌ من التصميماتِ الفرعونيّةِ والفارسيّةِ كثُرت فيها بِركُ المياه. من أشهرِ الحدائقِ الهنديةِ حديقةُ تاج محلّ، وهي تُعتبرُ كمدفنٍ تكريماً لزوجةِ مهراجا هندى .
بعد غزواتِ الإسكندرِ الأكبرِ لبلادِ الشرقِ، نَقلَ الكثيرَ منهم إلى بلاده. تميّزتِ الحدائقُ الرومانيّة بكثرةِ التماثيلِ والنّافوراتِ على حسابِ النباتاتِ، وانتشرت أماكنُ الجلوسِ وبدأت تظهرُ لأوّلِ مرةٍ حدائقُ الميادينِ والحدائقُ العامّةُ لأفرادِ الشعبِ بعد أن كانتِ الحدائقُ فقط لدى الملوكِ والأغنياء .
في بدايةِ الإسلامِ كانتِ الحدائقُ بسيطةٌ ومكوّنةٌ من مجموعةٍ من أشجارِ النخيلِ حول مياهِ الواحةِ. وبعدَ الاتساعِ الإسلاميّ بدأتِ الحدائقُ تتطورُ، وبدأ المسلمونَ يهتمونَ بها خاصّةً في العصرِ الأندلسيّ، حيثُ توفرَ المالُ والرخاءُ والطبيعةُ الساحرة. فتميّزَ هذا الطرازُ بما يلي :
(1) أخذتِ الحدائقُ أشكالاً هندسيةً منتاظرةً، منها المربعة أوالمستطيلة على طرقٍ متعامدةٍ فوقها التكاعيبُ وأرضيتُها من البلاطِ القيشانيّ الملون.
(2) الحدائقُ فى فِناءِ القصرِ أوالبيتِ حولها الحُجراتُ تُطلُّ عليها النوافذُ، لزيادةِ الاستمتاعِ بالحديقةِ والشعورِ بالحمايةِ، وتوفيرُ الخلوةِ والعزلةِ عن أعينِ المتطفلين. فهي تُشبهُ الدهاليزَ أو المنورِ في وسطِ البيتِ، وحولها أسوارٌ بها بابٌ رئيسيٌّ واحدٌ، مع زراعةِ الأشجارِ المرتفعةِ حولَ الأسوارِ لحجبِ البيئةِ الداخليّة .
(3) رُصفت ممرّاتُ الحديقةِ بالقيشانيّ.
(4) أحواضُ المياهِ والنّافوراتِ وأماكنِ الجلوسِ زُخرفت بالقيشانيّ الملّونِ، واستخدمتِ الأعمدةُ الرخاميةُ ذاتُ الأقواسِ المرتفعة. أهمُّ ما ميّزَ الحديقةَ هو كثرةُ النّافوراتِ وبِركُ المياهِ التي لم تكن موجودةً في حياةِ الباديةِ والصحراء .
(5) اهتمّوا بفنِّ النحتِ والرسمِ على الخشبِ ( صنعوا تماثيل )، وزُرعت أشجارُ الفاكهةِ ونباتاتُ الزينةِ والنباتاتُ العطريّةُ في أحواضٍ مزخرفة.
ظهرت في عصرِ الإمبراطور " سويكو " ، في (كوريا والصين واليابان ) لم تَقتبِس من أيّ طرازٍ قبلها، وكانت بمثابةِ مكانٍ للعبادةِ وليس للاستمتاع.
وتصميمُها عبارةٌ عن إقامةِ بحيراتٍ طبيعيةٍ فوقها كباري خشبيةٍ أو حجريةٍ، حولهم تلالٌ مزروعةٌ وأماكنُ جلوس. تميزتِ الحدائقُ بعدمِ وجودِ مسطحاتٍ خضراء، حيثُ استبدلوها بالرّملِ أوالحجارة .
في مطلعِ القرنِ الخامسِ عشر، بدأت النهضةُ الإيطاليةُ التي اهتمّت بإحياءِ التراثِ الرّومانيّ والإغريقيّ القديم، فصُمّمت على هذه الطُرزِ وتميزت بالأتي :
(1) انتشارُ فنّ العمارةِ أكثرَ من التنسيقِ بالنباتات، فكَثرتِ التماثيلُ والنافوراتُ والمقاعدُ والأواني الحجرية، ورُصفتِ الطرقُ بالحصى الملّونِ، بعدها في القرنِ السابعِ عشر انتشرتِ النباتاتُ في الحديقةِ مرةً أخرى.
(2) وضعتِ الحدائقُ على التلالِ وأسفلِ الجبالِ، في تصميمٍ هندسيّ متناظرٍ مكوّنٌ من عدةِ شُرفات، تحت الشُرفاتِ بُنيت أسوارٌ لحمايتها من السقوط، واحيطت بزراعةِ أشجارٍ وشجيراتٍ أمامها.
(3)أضيفت في الحدائقِ لأوّلِ مرّةٍ الحيواناتُ المفترسةُ والطيورُ النادرة، بعدها تطوّرتِ الحدائقُ إلى حديقةِ الحيوانِ المنتشرةِ الآن في جميعِ أنحاءِ العالم .
ظهرت في أواخرِ القرنِ الخامسِ عشر في عصر لويس الرّابع عشر، وهوالعصرُ الذهبيّ للفنونِ الجميلةِ، خاصّةً فنَّ تنسيقِ الحدائق. قادَ هذه النهضةَ المهندسُ الفرنسيّ أندريه لينوتر الذي قامَ بنقلِ الطُرُزِ الهندسيةِ الفرعونيةِ والأشوريةِ والهنديةِ إلى حدائقِ قصرِ فرساي الشهيرة، والتي اعتمد في تصميمها على الخطوطِ المستقيمةِ مع سيادةِ التماثيلِ والنافوراتِ، وعنصرِ المياه، ووجودِ مناسيبٍ (مستوياتٍ مختلفةٍ بالحديقة(. أضافَ المهندسُ بعضَ الخدعِ البصريةِ ليعطي اتساعاً أكبر للحديقة، وهي:
(1) عدمُ بناءِ سورٍ للحديقةِ للاستفادةِ من المناظرِ الطبيعيةِ الموجودةِ حولها.
(2) تقليلُ عرضِ الطرقِ مع التدرجِ أوالزيادةُ في البعد .
(3) زراعةُ أشجارٍ متدرجةِ الأطوالِ على جوانبِ الطرقِ والمشّايات، الشجرُ الأطولُ في البدايةِ والأقصرُ في أبعدِ نقطةٍ، والمسافاتُ فيما بينها تَضيقُ تدريجياً مع زيادةِ البُعد .
اعتُمدَ في التصميمِ على الطرازِ الهندسيّ، والأشجارُ أيضاً أخذت شكلاً هندسياً. الطرقُ والمشّاياتِ كانت مستقيمةً مُظلّلةً بالبرجولاتِ والنباتاتِ المتسلقة. وقُسّمتِ الحديقةُ إلى أجزاءٍ معزولةٍ عن بعضها، واحتوتِ الحديقةُ على حدائقٍ مستقلّةٍ للوردِ والأسماكِ والنباتاتِ .. وهكذا .
بعدها ضجرت الأجيالُ من استخدامِ الأشكالِ الهندسيةِ التي توارثتها لمدةِ خمسين قرناً، فبدأ بعضُ المصممين في الرجوعِ إلى الطبيعةِ وتقليدها، فبدأت تظهرُ الحدائقُ الطبيعية التي تُحاكي الحدائقَ التي خلقها الله دون تدخلٍّ بشريّ.
الاتجاهُ الحديثُ في تصميمِ وتنسيقِ الحدائقِ يميلُ إلى النظامِ الطبيعيّ في معظمِ أجزائه، ولكنَّهُ يُرامي في الوقتِ ذاته الانتظامَ والتناظرَ في توزيعِ العناصرِ النباتيةِ والمعماريّةِ في إطارٍ مترابطٍ يخدمُ الذوقَ السليم والبساطة.
تتميّزُ الحدائقُ بوجودِ ممرّاتٍ للمشاةِ تربطُ بين مداخلها وأجزائها المختلفة، وتسهّلُ الوصولِ إلى الأماكنِ المختلفةِ فيها. ويجبُ مراعاةُ طرازِ الحديقةِ المستعملِ عند إنشاءِ هذه الممرّات.
وفيما يلي اعتباراتٌ هامّةُ يجبُ مراعاتها في الممرّات:
و في حالةِ استخدامِ الدرابزين Handrail يمكنُ زيادةُ الميولِ حتى %15 ولكن لمسافاتٍ قصيرةٍ فقط.
الخرسانة من الموادِّ الشائعةِ الاستخدامِ في إنشاءِ ممرّاتِ الحدائق، وتتميزُ بتعدّدِ أشكالها ومقاساتها. ومن أشهرِ أنواعِ الخرسانةِ المستخدمةِ في الممرّاتِ هي الخرسانةُ المتداخلة، والتي توضعُ فوقَ طبقةٍ رمليةٍ. وتتميزُ هذه الخرسانةُ بقدرتها على تحمّلِ الأحمالِ الثقيلة، مثلَ مرورِ السيارات.
الأحجارُ من الموادّ المميزةِ للرصف، فهي تعطي إمكانياتٍ وأشكالٍ خاصّة، بالإضافةِ إلى قوةِ تحمّلها وعدمِ حاجتها إلى صيانةٍ مستمرةٍ. ويعتبرُ الجرانيت من أكثرِ أنواعِ الأحجارِ تحمّلاً.
إنَّ استخدامَ البلوك أوالطوبِ الأحمرِ في رصفِ ممرّاتِ المشاةِ يُعطي تنوعاً في الملمسِ والألوانِ والمقاساتِ والأشكالِ، ويُصبحُ السطحُ مقاوماً للأحمالِ وقليلَ الصيانةِ مقارنةً بغيره.
يمكنُ استخدامُ بلاطاتٍ من الرُّخام، أوالموازييك أوالبلاطاتِ الفخاريّةِ في ممرّاتِ المشاةِ، ولكنَّ ملمسها بصفةٍ عامّةٍ لا يناسبُ الأماكنَ المزدحمةَ والساحاتِ الكبيرة .
الرملُ من الموادِ المستخدمةِ في رصفِ ممرّاتِ المشاة، حيثُ توضعُ طبقةٌ منه بسمكِ 2-3 سم. ويتميزُ الرملُ بقلةّ ِتكلفتهِ وتناغُمِ لونهِ مع لونِ الزرع. ولكنَّ له بعضُ العيوبِ مثلَ سهولةِ نموّ الحشائشِ فيه، وإمكانيةِ غسلهِ بالمياه الزائدة.
يمتازُ بتحمّلهِ للحمولاتِ الثقيلةِ والسياراتِ الكبيرةِ، ولكنَّهُ غالباً لا يتلاءمُ مع التصميمِ الخارجيّ والمحيط.
يتمُّ رصفُ الممرّاتِ بأنواعٍ معينةٍ من الشجرِ، خشبُها متينٌ مقاومٌ للرطوبةِ والعفنِ مثلَ الجميزِ والسنطِ والسرسوع. ويُرصُّ الخشبُ على مسافاتٍ مناسبةٍ ليسهُلَ المشيَ عليها، ثمَّ تُملأُ الفراغاتُ بينها في حالةِ رصف المشّاياتِ بالحصى أوالحجرِ أوبالنباتات. ويختلفُ عرضُ المشّاياتِ والموادّ المستخدمةِ فيها حسبَ نوعِ الحديقةِ وطرازها وتصميمها، ويفضّلُ أن تكونَ المشّاياتُ في الحدائقِ العامّةِ بشكلِ منحنياتٍ تُشعرُ الإنسانَ بالاحتواءِ واتساعِ الحديقة .
أحواضٌ تكونُ على الجدرانِ عند المداخلِ فيها زهورٌ، ولها أشكالٌ مختلفةٌ تناسبُ تصميمَ الحديقةِ. وتأخذُ منحياتٍ أو أشكالٍ هندسيةٍ، وتساهمُ في تثبيتِ الحوائط.
وهذه تُستخدمُ بينَ المجموعاتِ النباتيةِ في الحديقةِ، تُمثلُ إحدى عناصرِ التنسيقِ القويةِ التي تُصوّرُ الطبيعة، وتستخدمُ في تنسيقِ جُزءٍ ليمُثلَ حديقةً صخريةً في الحدائقِ العامّةِ، أوأن تكونَ الحديقةُ بأكملها مُتخصصةً وتمتازُ باستعمالِ الصخورِ في عناصرِ تنسيقها .
وتستخدمُ أنواعٌ عديدةٌ من الحجارةِ والصخورِ وخاصّةً الأحجارُ الجيريةُ والرمليةُ والجرانيت، بألوانٍ وأشكالٍ وأحجامٍ مختلفةٍ، وتُراعى البساطةُ في استخدامها في تصميمِ الحدائقِ الصخرية، وتكونُ الصخورُ مكملّةً لتأثيرِ النباتات.
التي تناسبُ تصميمَ الحديقةِ وطرازها. كذلكَ الهواتفُ العامّة يمكنُ أن توضعَ في كبائنٍ، ونراعي تحقيقَ الخصوصيّةِ الصوتيةِ لها.
تصنعُ من المعدنِ أو الخرسانةِ أو من المباني .
ومستودعٌ، وكذلكَ غرفةٌ للتجهيزاتِ الميكانيكيةِ والكهربائيةِ .
تعطي الإضاءةُ إحساسَ الأمانِ وتُبرزُ العناصرَ الجماليّةَ والمجسّماتِ التشكيليةِ مثلَ النباتاتِ والنوافيرِ، وغيرها. وبالنسبةِ لإضاءةِ الممرّاتِ يجبُ ألاّ يزيدَ ارتفاعُ مصدرِ الإضاءةِ عن أربعةِ أمتارٍ .
يُراعى في عناصرِ وأنظمةِ الإضاءةِ أن تعملَ على الشكلِ الآتي:
١- توضيحُ الطريق .
٢- جعلُ إضاءةِ طرقِ السياراتِ مختلفةً عن طرقِ المُشاة .
٣- وضعُ إضاءةٍ كافيةٍ عند تقاطُعاتِ الطرق.
يجبُ توفيرُ بوفيه لتقديمِ المأكولاتِ الخفيفةِ والمشروبات.
توفيرُ مصلّى لعددٍ مناسبٍ من المصلّين .
توضعُ لأغراضٍ مختلفةٍ منها الخصوصيّة، والحماية، فهي إمّا أن تكونَ من الحديدِ أو من الخرسانةِ أوالطوبِ، أوالأحجارِ. ولا تقلُّ المداخلُ عن مَدخلين و تتناسبُ مع تصميمِ الحديقة .
ومن أهمّها ما يلي:
تعملُ البركُ والبحيراتُ الصناعيّةُ في الحدائقِ العامّةِ ذاتِ التصميمِ الطبيعيّ، وتُغذّى بالماءِ من قنواتٍ غيرِ منتظمةِ الشكلِ، ويكونُ حولها مكانٌ فسيحٌ للجلوس. ويُراعى أن لا يكونَ الماءُ عميقاً لحمايةِ الأطفالِ من الغرقِ. ويفضّلُ عملُ سياجٍ حولها بارتفاعِ 50 سم للحمايةِ، كما يمكنُ أن تُربى بعضُ الطيورِ المائيّةِ كالبطّ والإوز في البحيراتِ لتُكسبها صِبغةً طبيعيةً، كما يمكنُ زراعةُ بعضِ هذه البحيراتِ بالنباتاتِ المائيّةِ أو تزويدها ببعضِ أنواعِ الأسماكِ الملوّنة .
ويمكنُ عملُ شلّالاتٍ صناعيّةٍ من مناطقٍ صخريّةٍ مرتفعةٍ في الحديقةِ، ويسيلُ الماءُ منها بطريقةٍ طبيعيةٍ على الصخورِ المنخفضةِ، وذات المستوياتِ المختلفة ينسابُ الماءُ عليها من أعلى إلى أسفل في شكلِ شلّال . ويمكنُ زراعةُ بعضِ النباتاتِ النصفُ مائيةٍ على جانبيه، ويمكنُ إنشاءُ هذه الشلّالات في الحدائقِ العامّةِ وخاصّةً في الحدائقِ الصخرية.
تنشأُ النافوراتُ لتجميلِ وتنسيقِ الميادينِ العامّةِ في المدنِ، بالإضافةِ إلى أنّها تُعتبرُ من عناصرِ التنسيقِ الجذّابةِ في الحدائقِ. تعملُ النافورةُ على قذفِ الماءِ إلى الأعلى وفي اتجاهاتٍ مختلفةٍ تتفقُ مع قوةِ ضغطِ الماءِ وحسبِ التصميمِ المستخدمِ لها، والذي ينبغي أن يتماشى مع تصميمِ الحديقةِ. وتُوضعُ محاذاةِ وسطِ الحديقةِ أو قريبةً من نهايةِ محورِها. تختلفُ النافوراتُ في أشكالها وألوانها وطريقةِ اندفاعِ الماءِ منها، وقد ينسابُ الماءُ من قمّةِ النافورةِ إلى الأسفلِ على شكلِ شلّالٍ، وتنعكسُ الأضواءُ الملونةُ في النافورةِ على الماءِ فيزيدُ من جمالها في الليل. ويوجدُ بعضها بأشكالٍ فنيّةٍ على هيئةِ مجسماتٍ وتماثيلٍ يخرجُ منها الماء،
ويوجدُ ما يسمى بنافورةِ الجدارِ والتي يُمكنُ إنشاؤها بالحدائقِ الهندسيةِ الصغيرة.
أنواعُ الحدائقِ والمنتزهاتِ العامّة :
يُراعي تصميمُها بحثَ تناسبِ جميعِ الأعمارِ بشكلّ عامّ وللأطفالِ بشكلّ خاصّ، ويسهُلُ الوصولَ إليها مشياً على الأقدامِ من جميعِ أجزاءِ الحيّ، وتقعُ بالقربِ من مدارسِ الأطفال.
مساحةٌ كبيرةٌ ومفتوحةٌ على مستوى المدينة، لكنّها أقلّ من المنتزهاتِ العامّة، تُوفرُ حرّيةَ التجولِ والتأملِ في الطبيعة، حيثُ تضمُّ مسطحاتٍ خضراءَ واسعةً ونوافيرٍ وشلالات، بالإضافةِ إلى مقاعدٍ وبرجولاتٍ للاستراحةِ وماتمَّ ذكرهُ سابقاً. كما أنَّها مُحاطةٌ بالمباني والطرق، ممّا يُؤثرُ على تصميمِ العناصرِ الطبيعيةِ بها.
حدائقٌ مساحتها كبيرةٌ جداً، وتُوجدُ خارجَ المدينةِ بالقربِ منها، ويتمُّ العملُ على تصميمها بالنظامِ الطبيعيّ. ويتوفرُ بها جميعُ الوسائلِ الترفيهيةِ للكبارِ والصغارِ، واستراحاتٌ فيها أماكن للطعامِ والمشروباتِ والمسجدِ ودوراتِ المياه، ويُراعى أن تكون خارجَ أماكنِ توسُّعِ المدينةِ في المستقبل .
يُبنى هذا النوعُ من الحدائقِ في الطبيعةِ خارجَ المدينةِ بالقربِ من السدودِ أوالغابات، وهي مساحاتٌ مفتوحةٌ شاسعةٌ لا تحتوي على أسوار. وتتميزُ بتوفرِ وسائلِ الترفيهِ والاحتياجاتِ الضروريةِ للتنزه.
يجدُ الأطفالُ في هذهِ الحدائقَ حريةَ في اللعبِ دونَ التعرّضِ لأيّ نوعٍ من الأخطارِ.
مماشي مُعدّةٌ للرّاحةِ على جانبيّ الطريقِ، مثلَ طريقِ الكورنيشِ بحيثُ تكونُ مأمونة، وتُزوّدُ بأعمدةِ إضاءةٍ وأماكنِ جلساتٍ ومسطحاتٍ خضراء .
تُبنى على الشواطىء والبحار، ويُزرعُ بها النباتاتُ التي لها مقدرةً عاليةً على تحملّ سرعةِ الرّياحِ والعواصفِ الرمليةِ والتياراتِ البحرية.
هي حديقةٌ عامةٌ تصميمها طبيعيّ، وتحتوي على الكثيرِ من الحيواناتِ البريّةِ والمائيّةِ والبرمائيّةِ والزواحفِ والطيورِ، وتُقسَمُ الحديقةُ إلى أجزاءٍ يضُمُ كُلُّ جُزءٍ فصيلةً، وبها عيادةٌ بيطريةٌ وأيضاً مساحاتٌ خضراءٌ، وأنواعٌ متعددةٌ من الأشجارِ والزهورِ، معَ توفرِ الحمّاماتِ وأماكنِ الاستراحاتِ ووسائلِ التسليةِ.
تنشأُ هذه الحدائقُ لأهدافٍ تعليميةٍ ودراسةِ النباتات، وبالتالي تحتوي على أنواعٍ وأصنافٍ كثيرةٍ من النباتاتِ المحليةِ والمستوردةِ. ويُوضعُ على كلِّ نباتٍ لوحةٌ، يُكتبُ عليها اسم النباتِ العلميّ والعائلةِ والموطنُ الأصليّ.
في الحدائقِ العامّةِ تُخصصُ اماكنٌ للجلوسِ ويراعى أن تكونَ مطلّةً على علاماتٍ أساسيةٍ بالمكانِ، وتكونُ منطقةً مظلّلةً بالأشجارِ ويرصفُ الممرُّ المؤدي إليها. لا يفضّلُ وضعُ اماكنِ الجلساتِ على المساحاتِ الخضراءِ مباشرةً لرطوبتها المستمرة، بل تخصصُ منطقةً للجلوسِ يوضعُ بها رملٌ أو تُرصفُ بالبلاط. ويتمُّ تصميمُ الجلساتِ على حسبِ طرازِ الحديقةِ واستخدامها، كمكانِ للعائلةِ أولتناولِ الطعام..... إلخ.
ويجبُ وضعُ الجلساتِ في أماكنٍ مختلفةٍ عن الممراتِ الرئيسيةِ فلا تعترضُها.
فيتمُّ اعتبار الآتي :
من أهمّ العناصرِ البنائيةِ في الحديقةِ، تعطي مظهراً جماليّاً وتميزُ الحديقة، وتهدفُ إلى خلقِ مكانٍ منعزلٍ مريحٍ. وهي عبارةٌ عن تكعيبةٍ تنشأُ على جانبيّ الطرقِ أو الممراتِ في الحديقة، وتربى عليها بعضُ النباتاتِ المتسلّقةِ لتغطي سطحها، وتوضعُ في أماكنٍ مهمةٍ في الحديقةِ. كان منشأها في إيطاليا وتقامُ في الأماكنِ المشمسةِ أو أركانِ الحديقة .
تصنعُ عادةً من موادِ الخشبِ أو المباني أو فروعِ الأشجارِ، وأفضلها تلك التي مصنوعةٌ قواعدُها وأعمدتُها من الطوبِ الأحمرِ أو الأبيضِ، و قد تكونُ من الرخامِ. تزرعُ عليها النباتاتُ المتسلقةُ المزهرةُ وبجوارها الأسيجةُ المقصوصةُ، ويمكنُ وضعَ أحواضِ زهورٍ بجانبها.
عنصرٌ بسيطُ التكوينِ والتكلفةِ يوضعُ عند المداخلِ والبواباتِ أوفي الطرقِ الطويلةِ لتكسرَ الملل. وتوضعُ في أوّلِ الطريقِ ونهايتهِ، أومقسّمةٌ بانتظامٍ بطولِ الممرِ أوفي مفترقِ الطرقِ، وتوضعُ عند فتحةِ سياجٍ
أوفوقَ بوابةٍ. تُصنعُ من الخشبِ الطبيعيّ أوالحديدِ، على أن تأخذُ قمةُ القوسِ شكلاً دائرياً أوهرمياً .
تقامُ في بعضِ الحدائقِ لتوثيقِ حدثٍ أو تخليدِ ذكرى، وتوضعُ في وسطِ النافوراتِ أو في الميادينِ العامّةِ أو في وسطِ الحدائقِ المتناظرةِ أو عندَ نهاياتِ الطرق. ويوضعُ المجّسمُ وخلفهُ زرعٌ أو تصميمٌ بمادةٍ معينةٍ كخلفيةٍ تُبرزُ المجسّم، ويمكنُ أن تكونَ المجسّمات نوافيرٌ للماءِ بأشكالٍ جماليّةٍ جذّابة.