8) سرعة الشفاء:

تأثير النباتات والزهور على عملية الشفاء يتمثل في تحسين المزاج وتقليل مستويات الإجهاد، وهذه العوامل تساعد في تحفيز نظام المناعة، كما أن الدراسات أثبتت أن المرضى يتحملون الألم بشكل أفضل ويحتاجون إلى أدويةٍ أقل عندما تتوفر نباتاتٌ وخضرةٌ في الأنحاء، حيث ينصح المختصون بزهرة الأوركيدا أو زنبق السلام عند زيارة مريضٍ في فترة تعافي وتعتبر هذه الزهور مفيدةً لتعزيز الشفاء وإضافة طابع الإيجابي على المحيط.

9) العناية بالصحة النفسية:

يمكن أن يكون الاهتمام بالنباتات الحية مفيداً في التخفيف من القلق و الإكتئاب، تحسين التركيز، وبالنظر إلى ذلك قام بعض المعالجين باستخدام الحدائق والبساتين كوسيلةٍ للمساعدة في معالجة الاكتئاب والانفصام والحالات العقلية الأخرى.

10) تحسين عملية النوم:

ويرجع ذلك إلى عملية إصدار النباتات للأوكسجين أثناء الليل كما ذكرنا، وهو عاملٌ مهمٌ لتحسين جودة النوم، حيث يمكن أن يساعد تواجد النباتات داخل غرفة النوم في تهدئة الأعصاب وزيادة نسبة الراحة أثناء النوم.

بالإضافة إلى ما سبق فإن الغطاء النباتي والأشجار بشكلٍ خاص تلعب دوراً هاماً في البيئة الخارجية والداخلية على النحو التالي:

• تقليل الضوضاء من خلال امتصاص الصوت وتقليل الصدى.
• تعمل كحواجز لتقليل سرعة الرياح وتشتت الغبار.
• التخلص من بعض البكتيريا والحشرات عن طريق مواد مختلفة مثــل الروائح العطرية.
• لذا يمكن القول إن نباتات الزينة لها أهميةٌ كبيرةُ في تحسين البيئة والجمال والصحة العامة للمكان وللأفراد الذين يعيشون فيه.

ثانياً: أنواع نباتات الزينة الداخلية:

1) النباتات الورقية:

 وهي الأكثر ملاءمةً للمنزل لطول عمرها الذي يمتد أحياناً إلى عامٍ مع بقائها مخضرّةً ومزهرةً، إلا أن هذه النباتات مهما طالت مدة بقائها حيةً فلها عمرٌ افتراضيٌ لا تتعداه، بسبب نموّها في بيئةٍ مغايرةٍ لبيئتها الطبيعية، وتنتمي هذه النباتات إلى المناطق الاستوائية مما يجعلها تتطلب حرارة تصل إلى 10درجة مئوية، وقد تحتاج في فصل الشتاء إلى غرفٍ مدفأةٍ، والبعض منها قد يفقد جاذبيته ومظهره. 

 انتشرت بشكلٍ واسعٍ في خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأت الانطلاقة بنباتات الكاوتشوك والهيدرا. وتعتبر النباتات الورقية إضافةً رائعةً لأي مكانٍ توضع فيه فهي تعطي لمسةً من الجمال والحياة بأوراقها الجميلة وألوانها البهية.

أمثلة:

• نبات الاجلونيما (Chinses Evergreen,Silver Queen)

يُعرف ب أيضًا باسم "شجرة الراحة" نظرًا لقدرته على التكيف في ظروف نمو منخفضة الإضاءة والعناية البسيطة. هذا النبات محبٌّ للظل ويزدهر في المساحات المظلمة والمعتدلة داخل المنازل والمكاتب، ويزرع في أصصٍ غير عميقةٍ بعيداً عن التيارات الهوائية ومصادر التلوث الجوي، يحتاج إلى جوٍ دافئٍ ورطبٍ في الشتاء، وهو من النباتات العشبية المعمرة التي تنمو إلى ارتفاع 120 - 150 سم.

 الأوراق شكلها بيضوي مدبب، ألوانها تتراوح ما بين الأخضر الداكن إلى الأخضر الفاتح، عريضةُ منتصبةُ وتعطي للنبات مظهراً زخرفيا جميلاً.

وطولها قد يصل إلى 90سم ويعتمد على ظروف النمو المتوفرة، ويجب ملاحظة أن بعض أصنافها يحتوي على موادّ سامة قد تسبب تهيجاً بالجلد أو الغشاء المخاطي، لذا يجب تجنب الإتصال المباشر معها.

• كلاثيا (Prayer Plant)

يعود أصلها إلى أمريكا الجنوبية، وهي من النباتات العشبية ذات الخضرة الداكنة. تتنوع ألوان أوراقها فمنها الأخضر وتدرجاته، ومنها الأصفر، ولها لونٌ أرجوانيٌ خلف كل ورقةٍ. أشكالها بيضوية أو رمحية، تنمو إلى الأعلى لتصل إلى 1-0.5م. وتبدو كل ورقةٍ كأنها يدٌ مدهونةٌ بعلاماتٍ مميزةٍ، وتنتج عناقيد زهريةً. سبب تسميتها بـ (الكلاثيا) هو التفاف أوراقها نحو الأعلى في الليل.

2) النباتات المزهرة في أصص أو قصارى:

وهي نوع من أنواع النباتات التي تزرع في أصصٍ داخل المنازل أو في الحدائق وهي محببة للكثير من الناس بسبب جمالها وتنوعها. تتميز بأوراقها الجذابة الملونة وزهورها الجميلة والمتنوعة في الألوان والأشكال، وتنتج في المشاتل وتعرض للبيع. غالباً ما يتم شراؤها وهي تحتوي على براعم جاهزةٍ للتفتيح في المنزل، وتعيش بشكلٍ دائمٍ تحت ظروف الغرفة ولكن يشترط أن تتم تلبية جميع احتياجاتها. يعتبر وجودها في المنزل أو المكاتب سحرياً حيث تضيف لمسةً من اللون والحياة، وروائحها لطيفةٌ ومنعشةٌ.

أمثلة:

• كاميليا Japanese Camelia))

نبات ذو أصلٍ آسيويٍ يتميز بجمال أزهاره وأوراقه اللامعة، ينتمي إلى عائلة الشاييات (Theaceae Family). طول أوراقه10 سم، وتتميز بأزهاره الجميلة المتنوعة التي تتكون من العديد من البتلات المتراصة معاً مما يمنحها مظهراُ جذاباً.

 تظهر البراعم بكثرة في أوائل الربيع، لكن تسقط بسرعةٍ إذا تم نقل النبات من مكانٍ إلى آخر، وهو نبات شتويٌ يزهر في فصل الشتاء والربيع، ويحتاج إلى حرارةٍ معتدلةٍ وتربةٍ جيدة التصريف وغنيةٍ بالمغذيات لينمو بشكلٍ صحيٍ ويزهر بشكلٍ جيد.

3) نباتات السلال المعلقة:

تتميز بأنها تنمو وتتدلى من الأواني المعلقة، تستخدم لإضفاء الجمال إلى المساحات الداخلية، وتعتبر شائعةً في تزيين الشرفات والفناء الخلفي والحدائق الصغيرة. تزهر بشكلٍ مؤقتٍ تحت ظروف الغرفة وأزهارها زاهيةٌ وملونةٌ وسيقانها متدليةٌ وأوراقها مورقةٌ تضفي مظهراً مذهلاً. ويمكن أن تكون نباتات السلة المعلقة من النباتات الحولية أو المعمرة فبعضها يزهر في الظل والبعض الآخر يحتاج إلى أشعة الشمس.

أمثلة:

• فم السمكة (Snap Dragon)

فم السمكة أو ما يسمى (حنك السبع) (Scrophulariaceae Family) وأصله من أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وهي نباتات عشبية معمّرة، تزرع بشكلٍ رئيسيّ كحولياتٍ، تتعدد ألوانها فـمنها

الأصفر، الأحمر، الوردي، والأبيض وتعتبر جذابةً للنحل. تزرع لجمال أزهارها وتعدد ألوانها وتصلح أزهارها للقطف. يستمر نموها في الصيف وتزهر مبكّراً في الشتاء.

• الأضاليا (Pot Dahlia)

نباتٌ يتبع فصيلة النجمية، وهو صنفٌ شائعٌ من الأزهار موطنه الأصلي هو المكسيك، ويصلح للزراعة في كل مناطق العالم المعتدلة.

 تتكاثر هذه النباتات بالجذور الدرنية، وتحتاج إلى تربةٍ غنيةٍ جيدة الصرف، ينمو إلى ارتفاع 30 سم، ولديه وريقاتٌ بيضوية الشكل مع زهرةٍ واحدةٍ أو مزدوجةٍ، الساق ورقيُّ يتراوح ارتفاعه بين 30 سم إلى أكثر من 1.8 - 2.4 م. أزهاره ليست عطرية مثل معظم النباتات ولكنها زاهيةٌ بشكلها وألوانها.

ثالثاً: احتياجات نباتات الزينة الداخلية:

1. الضوء:

 تختلف نباتات الزينة بالنسبة لاحتياجها للضوء على الرغم من أنها تتحمل الظل إلا أنها تحتاج للضوء من أجل تصنيع غذائها.

2. الحرارة:

 تحتاج النباتات إلى درجة حرارةٍ متوسطةٍ لإكمال نموها الخضري بنجاحٍ والقيام بالعمليات الحيوية المختلفة مثل التركيب الضوئي.

3. الري:

 يجب توفير كميةٍ مناسبةٍ من الماء لنباتات الزينة وفقاً لاحتياجها، ويفضل ري النباتات عندما تبدو التربة جافةً قليلاً، وتجنب ريها بشكلٍ مفرط أو تركها في تربةٍ مشبعةٍ بالماء.

4. الرطوبة: 

ويقصد بها الرطوبة الجوية، تحتاج بعض نباتات الزينة إلى رطوبةٍ مرتفعةٍ نسبياً، ويمكن توفير الرطوبة عن طريق رش الماء على الأوراق، أو استخدام مرطبات الهواء، والحفاظ على التربة مبللةً وعلى الجذور رطبةً.

5. التسميد: 

تمتص النباتات العناصر الغذائية من خلال التربة للمحافظة على حيويتها. وقد تحتاج النباتات إلى إضافة الأسمدة بعد عدة أشهر.

6. التربة: 

  يجب أن تكون التربة المستخدمة في الزراعة نظيفةً وخاليةً من الأمراض والحشرات الضارة، وتعتبر خلطة التربة العادية المتوفرة في المشاتل مناسبةً لمعظم أنواع النباتات.

رابعاً: خطوات اختيار النباتات المناسبة:

 قبل البدء في شراء النباتات لاستخدامها في التنسيق الداخلي يجب التأكد من الظروف البيئية التي ستوضع فيها النباتات وذلك يتحدد بعدة عوامل:

• الكثافة الضوئية:

ونوع الإضاءة فاللمبات العادية لا تكفي لسد حاجة النبات من الضوء، ولذلك يجب إضافة لمبات النيون العادية أو اللمبات المتخصصة وذلك لتعويض نقص الإضاءة الطبيعية، بالإضافة إلى مراعاة درجة حرارة المنزل ودرجة رطوبته التي قد تلائم بعض أنواع النباتات دون أن تلائم البعض الآخر.

• يجب أن تكون أوراق النبات المختار مكتملةً وغزيرة النمو، عنــد اختيارها من المشتل، وينصح باختيار النباتات التي عليها براعم زهريةٌ غير متفتحةٍ حتى تتفتح وتزهر في المنزل، مع ضرورة خلوها من الآفات والأمراض.
• ضرورة الحذر عند نقل النباتات من المشتل وذلك بتثبيتها جيداُ عند نقلها ووضعها في منطقة محمية من الشمس.
• ري النباتات جيداً عند وصولها إلى المنزل ثم تركها لتجف بعيداً عن أشعة الشمس ونقلها إلى المكان المناسب.

الخاتمة:

هناك أيضاً أنواعٌ عديدةٌ أخرى من النباتات لم نتطرق لذكرها لكثرتها وغنى تفاصيلها، ولكننا نستطيع أن نستنتج من مقالنا السابق ومن الأنواع التي تحدثنا عنها أن دور النباتات في البيئة الداخلية أكبر بكثيرٍ من كونه عنصراً جمالياً، وأن اختيار النبات المناسب للفراغ يحتاج دراسةً واهتماماً خاصاً، ومعرفة بكافة التفاصيل البيئية المتعلقة به حتى يحقق الفائدة والغاية المرجوة منه.

• الفل (Jasmine)

وهو نباتٌ زهريٌ معروفٌ برائحته العطرة الزكية، ينتمي إلى عائلة الزيتونيات Oleaceae Family))، 

وأصله من آسيا الاستوائية، يتميز بأزهاره البيضاء، ويعتبر رمزاً للحب والجمال والسعادة. تستخدم أزهاره لصناعة الشاي والمستحضرات الجمالية، وتنمو بشكلٍ ملحوظٍ في فصل الصيف وتتوقف عن النمو بشكل شبة تام في فصل الشتاء. أوراقه بيضوية خضراء غامقةً، وأزهاره بيضاء ناصعة.