ترميم قصر غراند باليه

راما محجوب
28.10.2024
 ترميم قصر غراند باليه

استمع عوضاً عن القراءة:

يخضع قصر غران باليه، أحد أبرز المعالم الباريسية، لعملية ترميم شاملة استعدادًا لاستضافة فعاليات أولمبياد باريس 2024. وقد قام الاستوديو الفرنسي "شاتيون أركيتكتس" chatillon architectes بهذا المشروع الضخم الذي انطلق في عام 2021. تكشف الصور الأولى للمبنى المُجدد، عن مدى التقدم الذي أحرزه المشروع. ومن المتوقع أن يكتمل الترميم الكامل بحلول عام 2025، إلا أنه سيتم الكشف عن المرحلة الأولى هذا الصيف، ما سيسمح للموقع التاريخي باستضافة منافسات أولمبية مهمة مثل مبارزة السلاح والتايكواندو.

على الرغم من تشييده كمعرض مؤقت على طراز البوزار لمعرض باريس العالمي عام 1900، صمد قصر غران باليه أمام عوامل الزمن. ومع مرور السنين، تعرض المبنى لفترات من الإهمال والتجزئة، وأغلقت بعض أقسامه أمام الجمهور. يهدف مشروع الترميم الحالي إلى معالجة هذه القضايا من خلال تحسين وصول الجمهور، وتعزيز الإضاءة الطبيعية، وإعادة ربط القصر بمحيطه الحضري.

يعتبر هذا المشروع أول عملية ترميم رئيسية في تاريخ قصر غران باليه العريق، ركز الاستوديو على تحسين سهولة وصول الجمهور وخلق تناسق بين المساحات المتنوعة للمبنى. استندت خطة الترميم على دراسة مخططات ووثائق تاريخية أرشيفية. ويسمح إدخال روابط جديدة بين المناطق الرئيسية في قصر غران باليه، إلى جانب تحسين حركة الزوار والخدمات المقدمة لهم، باستيعاب المبنى لعدد أكبر من الزوار بنسبة 60% في الفعاليات مع منح الجميع فرصة لاستكشاف المعالم التاريخية المميزة للمبنى.

لم يقتصر مشروع ترميم قصر غران باليه على تحسين الوظائف الداخلية فحسب، بل أعاد أيضًا الاعتبار للمحور المركزي الأصلي للمبنى، ما أعاد ربط الصحن الرئيسي بقصر الاكتشاف وأحيا إطلالات من القبة لم تُشاهد منذ عام 1939. كما تم تجديد الحدائق المحيطة واستلهام تصميمها من جادة الشانزليزيه الشهيرة، لتضم تشكيلة متنوعة من النباتات مع أنظمة ري مستدامة. يُجسد هذا التكامل بين الحلول التقنية الحديثة والممارسات البيئية الصديقة للبيئة ضمانًا لبقاء قصر غران باليه صرحًا بارزًا يستوعب الحاضر ويواكب المستقبل.

كما لم يقتصر أيضا على إعادة الوظيفة وتحسين البنية التحتية، بل امتد ليشمل تعزيز العناصر المعمارية المميزة وإعادتها إلى سابق عهدها، بما في ذلك بعض أقدم العوارض والأسياخ المسجلة. حرص استوديو شاتيون على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من هذه التفاصيل الأصلية والاحتفاء بها، تكريمًا لإبداعات المهندسين المعماريين الأوائل الذين صمموا القصر: هنري ديجلان وألبرت لوفيه وألبرت توماس وتشارلز جيراولت. وخلال دورة الألعاب الأولمبية الباريسية 2024، ستحتضن الصالة المركزية للقصر باقة من الفعاليات الرياضية المهمة.

المعرض:

شارك المقال :

1.6.2024

المساهمون :

تحرير:

المصادر :
مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..
مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..
مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..مختارات ..