تم الإعلان عن فوز مكتب زها حديد للهندسة المعمارية في مسابقة التصميم الدولية لمشروع تخطيط ميناء نابولي بورتا ايست (Napoli Porta Est)، وهو مشروع إعادة تطوير حضري كبير في مدينة نابولي بإيطاليا، يهدف المشروع الذي يتضمن مقر الإقليم كامبانيا الجديد، لإعادة ربط مناطق حضرية متفككة وتنشيط الحي الذي كان يُعتبر طويلاً معزولًا وغير آمن، نتيجة لعدم وجود مساحات عامة كافية ووجود حواجز فيزيائية.
يقع المشروع في الجزء الشرقي من مدينة نابولي، حيث يسعى لمعالجة التحديات الناجمة عن إغلاق الصناعات الثقيلة في المنطقة على مدى العقود الماضية، وعدم تكامل النسيج الحضري للمنطقة ما أدى لانفصالها عن بقية المدينة، وقلة الأمان والتواصل المجتمعي فيها. من خلال دمج البنية التحتية المستدامة، حيث يتصوّر الاقتراح تغيير هذه المنطقة الصناعية سابقاً من خلال إنشاء مساحات عامة جديدة، وحديقة حضرية، واستصلاح ساحات السكك الحديدية غير المستخدمة، مما يحسن الوضع النفسي للساكنين ويعزز التواصل المجتمعي. ويهدف أيضًا لتحسين النقل والوصول، ما يخفف الازدحام في أحد تقاطعات النقل الرئيسية في المدينة الذي يعمل كبوابة لشبكة النقل الوطنية الإيطالية، مما يسهل الوصول بشكل أفضل بين شرق مدينة نابولي والمركز التاريخي.
أحد الجوانب الرئيسية لمشروع تخطيط المنطقة هو إعادة تطوير أكثر من 30 هكتارًا من الأراضي الصناعية المهجورة، بما في ذلك مصنع مانيفاتورا تاباكشي السابق والهياكل المهملة في منطقة فيلترينيلي الصناعية. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الاقتراح الإمكانية لتحويل أكثر من 100 هكتار من الأراضي الصناعية القديمة، بما في ذلك مستودع الوقود Q8، إلى حي مدينة جديد يضم مساحات مدنية ومرافق مجتمعية.
استراتيجية التصميم تعطي الأولوية لمسارات حركة المشاة وربط مسارات النقل المتعددة مع دمج المساحات الخضراء الجديدة. ويشمل الاقتراح إنشاء حديقة حضرية بمساحة 10 هكتارات، تم تصميمها بالتعاون مع مهندسة المناظر الطبيعية مارثا شوارتز، حيث تضم أشجارًا محلية وساحات ذات مناظر طبيعية. ويهدف المخطط أيضًا لإعادة دمج المناطق المنفصلة تاريخيًا مثل المركز الإداري (CBD)، والسوق، والمنطقة الشرقية. ليخلق تجربة حضرية أكثر تماسكًا. سيعمل المقر الرئيسي الجديد لمنطقة كامبانيا كمركز مدني، ويضم وسائل راحة عامة مثل مركز المؤتمرات والسينما والمساحات التجارية والمكاتب الحكومية الإقليمية.
ويتضمن المشروع استراتيجيات مستدامة ومستجيبة للمناخ، بما في ذلك مناطق للمشاة واسعة النطاق، ومناظر طبيعية متنوعة بيولوجيًا، وتدابير تخفيف مخاطر الفيضانات. ومن المخطط تركيب نظام كهروضوئي يغطي 7000 متر مربع على أسطح المباني والمظلات، إلى جانب الاعتماد بشكل كبير على الطاقة الحرارية الأرضية. وستساعد أنظمة إعادة تدوير المياه في تقليل استهلاك المياه الصالحة للشرب بنسبة 60٪ ، وسيتم تطبيق مبادئ "المدينة الإسفنجية" لامتصاص مياه الأمطار الزائدة ومنع الفيضانات. ويعمل التصميم المناخي الحيوي للأبراج على تحسين الضوء الطبيعي والتهوية وكفاءة الطاقة، مع استهداف الحصول على شهادة LEED بلاتينية للمباني.
حيث يحوي برجيّ مكاتب ضخمان متصلان يشكلان القطعة المركزية، وسيتم ربط الأبراج بما في ذلك المقر الرئيسي للحكومة الإقليمية، بالقاعدة التي ترتفع عن الأرض. وسيتم تشييد المقر الرئيسي باستخدام نظام هجين من الخرسانة والصلب يتم الحصول عليه من الموردين المحليين، مما يضمن كفاءة الجداول الزمنية للبناء وإدارة التكاليف. ويهدف نهج التطوير التدريجي للسماح بالتفعيل التدريجي للمناطق المكتملة، ما يقلل من التشويش. سيتم تصميم المقر الجديد كمساحة مرنة وقابلة للتكيف، وسيتم دمج ساحات مظللة بالأشجار تقود إلى الحديقة العمرانية، مما يخلق انتقالًا سلسًا بين البيئات المبنية والطبيعية.
وبحسب لمكتب زها حديد فإن الأبراج مصممة أيضًا لتحقيق أقصى استفادة من الضوء الطبيعي وإطلالات على المناظر الطبيعية المحيطة، والتي تشمل خليج نابولي وجبل فيزوف. كما ستحظى الأبراج بإطلالات على الساحات محاطة بالأشجار، والتي ترتبط بحديقة حضرية جديدة مزروعة بأنواع الأشجار المحلية.
تهدف خطة مديرية نابولي بورتا ايست للتحول منطقة مهملة منذ فترة طويلة إلى بيئة حضرية ديناميكية، مع التركيز على المرونة والاستدامة وتسهيل النقل وتعزيز التواصل المجتمعي، مما يساهم في التنمية الحضرية المستمرة في نابولي وتعزيز دورها كمركز مدني وثقافي واقتصادي في جنوب إيطاليا.