"لا أحب فكرة أن يكون أحد الفنادق أفضل من فندقٍ آخر. في أي مدينة أحاول أن أجد فندقاً يحمل هوية ذلك المكان ".
يعتبر جان نوفل أحد عمالقة العمارة والتصميم المعاصرين، وهو معروفٌ بدمج الهندسة المعمارية في السياق الحضري والأصالة المتجددة. صمم أكثر من 200مشروع في بلده فرنسا وفي جميع أنحاء العالم، متحصلٌ على جائزة بريتزكر التي تعتبر أعلى تكريمٍ للهندسة المعمارية، وهو صاحب مقولة"عندما يكون لديك جائزة بريتزكر أصبح لديك شيء آخر من المسؤولية"
نعرض لكم نبذةً مختصرةً عن حياته، دراسته، فلسفته، وطريقة تفكيره، بالإضافة الى إنجازاته وبعضٍ من أعماله.
حياته ودراسته:
ولد المعماري الفرنسي جان نوفل في فوميل بفرنسا عام1945، درس بمدرسة الفنون الجميلة ببوردو ثم في عام1666 تم قبوله في المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس والتي تخرج منها في عام 1977.
في سنة 1970 تم افتتاح أول وكالةٍ له، كما شارك في تأسيس حركة ماس 1976 ضد الشركات، ثم شارك في إنشاء نقابة العمارة.
فلسفته وطريقة تفكيره:
يعد جان نوفل من المهندسين المعماريين العالميين القلائل الذين ليس لديهم أسلوبٌ واضحٌ، حيث أنه قام ببناء نهجٍ سياقيٍ يتحدى مفهوم الأسلوب، لذلك نجد اختلافاً واضحاً بين تصاميمه، ولكل مشروعٍ روحه ونمطه الخاص.
أعطى مشاريعه نوعاً من الأصالة عبر الدمج بين التقليد والحداثة بطريقةٍ رهيبةٍ، وهذا التفرد هو الذي أعطاه مكانةً وتقديراً دوليين.
أعماله:
اشتهر المعماري جان نوفل بمشاريعه الجريئة غير المتجانسة، وهذا هو السبب في عدم وجود أسلوبٍ خاصٍ به. كل مشروعٍ من تصميمه هو مشروعٌ فريدٌ من نوعه، ومصممٌ خصيصاً لمكان وثقافة ومناخ المدينة التي ينتمي إليها.
ومن بين مشاريعه المشهورة نذكر:
1- معهد العالم العربي
2- متحف اللوفر، أبو ظبي
وهو عبارة عن مدينةٍ مصطنعةٍ عائمةٍ تمثل ملتقىً للحضارات والأفراد، يجمع بين الأضواء والظلال والانعكاسات والهدوء.
انعكست فيه روح أبو ظبي من خلال تزاوج الصحراء والشمس والبحر والسماء، حيثأنه بنى مشروعه بدءاً من عنصرٍ أساسيٍ في العمارة الإسلامية، ألا وهي القبة، بتصميمٍ عصريٍ وحديثٍ أولى فيه اهتماماً خاصاً بالضوء، فأعطى بذلك صورة ظلال سعف النخل في الواحة العربية.
3- المتحف الوطني، قطر
"متحف قطر الوطني ينبثق من صحراءٍ توغلت في البحر" جان نوفل
تعمّد جان نوفل أن يكون المتحف على شكل وردة الصحراء لأنها تعكس البيئة الطبيعية لدولة قطر، فجعل من المتحف رمزاً معمارياً يشير إلى تطور وديناميكية البلد، فهو يحكي قصة قطر بين الماضي والحاضر، من العصور الوسطى وحتى اكتشاف النفط وعصر النهضة، قصة قطر بين البر والبحر.
بني ليبقى شاهداً على شعبٍ عايش قسوة الطبيعةوانتصر، ليبقى جسراً للتواصل بين الأجيال، فلا يمكن رسم المستقبل دون التطلع للماضي.
وهكذا نجد أن المعماري جان نوفل خلق في كل مدينةٍ مبنىً متفرداً بذاته يعكس البعد الحضري والجغرافي لتلك المنطقة، فلا نستطيع اختيار التصميم الأجمل حيث أنه جعل لكل تصميمٍ روحٌ وفلسفةٌ خاصةٌ به.